2015-05-21 15:14:00

رسالة الكاردينال بارولين إلى المشاركين في مؤتمر حول الاقتصاد الجديد للمناخ


عُقد أمس الاربعاء في جامعة الصليب المقدس الحبرية في روما مؤتمر تحت عنوان: "الاقتصاد الجديد للمناخ: كيف يمكن للنمو الاقتصادي والاستدامة أن يسيرا معًا" وللمناسبة وجّه أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين رسالة للمشاركين كتب فيها سأبدأ تأملي الصغير انطلاقًا من مقطع من الرسالة العامة للبابا بندكتس السادس عشر المحبّة في الحقيقة، كتب البابا:"يجب إجراءُ تقويمٍ دقيقٍ للنتائج التي تطال الأشخاص التائقين حاليّاً إلى اقتصادٍ قريب المدى، أَو حتى قريب المدى جدّاً. يتطلّب ذلك تفكيراً جديداً وعميقاً في معنى الاقتصاد وأهدافه، وكذلك إعادةَ نظر عميقةً وواضحة الرؤية لأسلوب الإنماء، فتصحَّح اختلالاتُ العمل والتوازن. وهذا ما يتطلّبه، علاوةً على ذلك، وضعُ صحّة بيئة الكون وبالأخصّ ما تستدعيه الأَزمة الثقافيّة والأَدبيّة الإنسانيّة، التي أصبحت بوادرُها واضحةً منذ أمدٍ بعيد في العالم أَجمع" (عدد ٣٢).

تابع الكاردينال بارولين يمكن لهذه الكلمات أن تكون مصدر إلهام لهذا المؤتمر الذي يبحث عن اكتشاف التوافق بين النمو الاقتصادي والاستدامة فضلاً عن تطوير ما يسمّى بـ "فرص الفوز" التي من شأنها أن تساعد على تحقيق هذين الهدفين من أجل خير الاجيال الحاضرة والمستقبلة. تظهر دراسات عديدة، كتلك التي قام بها تقرير الاقتصاد الجديد للمناخ، امكانيات عديدة من أجل تعزيز التكامل بين هذين الهدفين. يأتي هذا المؤتمر في الوقت المناسب بين عمليتين تحضيريّتين مهمّتين لمنظمة الأمم المتحدة: قمة الأمم المتحدة لتبنّي أجندة التنمية لما بعد عام 2015 وقمة الأمم المتحدة حول التبدّلات المناخيّة في باريس، في كانون الأول ديسمبر المقبل، لتبني اتفاق جديد لمواجهة النتائج المعاكسة لتبدّل المناخ. ويشكل هذان الحدثان المسؤولية الخلقيّة والأخلاقية لكلّ منا تجاه العائلة البشرية بأسرها لاسيما الفقراء والاجيال المقبلة.

أضاف الكاردينال بييترو بارولين يقول في رسالته لقمّة ليما، شدّد البابا فرنسيس بوضوح على: "خطورة الإهمال والتقاعس في العمل. وبأن الوقت للعثور على حلول عالميّة بدأ ينفذ. يمكننا أن نجد حلولاً مناسبة فقط إن عملنا معًا وبالتوافق. وبالتالي هناك ضرورة أخلاقية واضحة، نهائيّة وعاجلة للتصرف. والصراع الفعال ضد الاحتباس الحراري سيكون ممكنًا فقط من خلال عمل جماعي مسؤول، يتغلّب على المصالح والسلوكيات الخاصة ويتطوّر بدون أن يتقيّد بضغوطات سياسيّة واقتصاديّة. وردٍّ جماعي قادر على التغلّب على انعدام الثقة وتعزيز ثقافة تضامن ولقاء وحوار قادرة على إظهار مسؤولية لحماية الأرض والعائلة البشريّة".

تابع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان يقول عندما يكون مستقبل الأرض في خطر فلا وجود لحدود وحواجز وجدران سياسيّة يمكننا أن نختبئ خلفها لنحمي أنفسنا من نتائج التدهور البيئي والاجتماعي. وكما يدين البابا فرنسيس غالبًا فلا مكان لعولمة اللامبالاة ولاقتصاد التهميش. إن المسيرة ليست سهلة بالتأكيد لاسيما وأن هذه المسؤولية الخلقيّة والاخلاقيّة تستدعي إعادة ضبط لنموذج النمو وتطلب التزامًا سياسيًّا واقتصاديًّا أكبر. ولكن وكما قلت خلال قمة الأمم المتحدة حول المناخ في الثالث والعشرين من أيلول سبتمبر عام 2014 "إن الأسس التكنولوجية والعملاتيّة اللازمة لتسهيل هذه المسؤولية المتبادلة هي في متناول أيدينا. لدينا القدرة لبدء وتعزيز عملية حقيقيّة ومفيدة ستروي حقل التطورات الاقتصادية والتقنية حيث يمكن تعزيز هذين الهدفين المترابطين: مكافحة الفقر والتخفيف من نتائج التبدّل المناخي.

وختم أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين رسالته للمشاركين في مؤتمر حول الاقتصاد الجديد للمناخ بالقول: آمل، لا بل أنا متأكّد أنه بإمكان هذا المؤتمر أن يقدم إسهامًا كبيرًا في هذا المجال آخذًا بعين الاعتبار أن "كرامة كل شخص بشري وتحقيق الخير العام هي الاهتمامات التي يجب أن تصقل السياسات الاقتصادية" (فرح الإنجيل، عدد ٢٠٣).








All the contents on this site are copyrighted ©.