إيران تواصل حملتها الإعلامية ضد السعودية على خلفية الصراع اليمني

واصلت إيران حملتها الإعلامية ضد المملكة العربية السعودية على خلفية الحرب الدائرة في اليمن. وقد جاء التنديد بمواقف المملكة على لسان آية الله محمد علي موحّدي معتبرا أن السعوديين الذين يعدون أنفسهم حماة الإسلام كشفوا عن وجههم الحقيقي من خلال قتلهم للمسلمين في اليمن في وقت تحاول فيه إيران بشتى الوسائل إيصال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية إلى سكان البلاد المتضررين نتيجة الصراع المسلح، على حد قول المسؤول الإيراني. وقد جددت الجمهورية الإسلامية اتهاماتها إلى الرياض على أثر القمة التي عُقدت في كامب دايفد بالولايات المتحدة وضمّت باراك حسين أوباما إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وحاول خلالها الرئيس الأمريكي طمأنة ضيوفه الخليجيين العرب القلقين حيال الاتفاق المحتمل بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي الإيراني. وكان رئيس جهاز الاستخبارات السعودي تركي بن فيصل قد صرح مؤخرا خلال زيارة له لسيول بأن بلاده لن تتأخر في حيازة أي شيء ستحصل عليه إيران، ما يُنبئ بحصول سباق في التسلح النووي في المنطقة إذا ما تمكنت طهران من صناعة القنبلة الذرية.

هذا وقد أجرت صحيفة الشرق الأوسط العربية مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سُئل خلالها أن يعلق على تصريحات لأوباما اتهم فيها إيران بزعزعة الاستقرار في بعض دول المنطقة ودعم الإرهاب. ظريف نفى صحة هذه الادعاءات معتبرا أنها تندرج في إطار اتهامات ترمي إلى إرضاء حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، على حد تعبيره. يحصل هذا في وقت خصصت فيه وسائل الإعلام الإيرانية مساحة كبيرة لتغطية قمة كامب دايفد وتحليل نتائجها.

بالمقابل أعلنت إيران أنها سترسل سفينة إلى اليمن تُقل ألفين وخمسمائة طن من المواد الغذائية والطبية والخيم لمساعدة السكان اليمنيين ومن المرتقب أن تصل السفينة إلى مرفأ الحُديدة اليمني خلال الأيام العشرة المقبلة. وكانت المقاتلات الحربية التابعة لقوات التحالف السني العربي بقيادة المملكة قد أرغمت طائرتي شحن إيرانيتين محملتين بالمعونات على العودة إلى إيران التي سارعت لتؤكد أنها سترسل المساعدات إلى اليمن من خلال عُمان وجيبوتي. وقد شكلت هذه المسألة محور مكالمتين هاتفيتين أجراهما نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد.

على صعيد آخر، أعلن منسّق الشؤون الإنسانية في منظمة الأمم المتحدة يوهانيس فان دير كلاو أن الأزمة الإنسانية مستمرة في اليمن على الرغم من الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ يوم الثلاثاء الماضي وتنتهي هذا السبت. وأوضح أن المنظمة الأممية ـ ومنذ دخول الهدنة حيز التنفيذ ـ سعت إلى بلوغ مليونين ونصف مليون مواطن يمني مع أن الهدنة تعرضت لخروقات يومية عدة.