2015-05-11 13:08:00

البابا فرنسيس: الروح القدس هو الذي يعطينا القوة للشهادة حتى الاستشهاد


"اليوم أيضًا يُقتل المسيحيون باسم الله لكن الروح القدس يعطي القوة للشهادة حتى الاستشهاد" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال البابا فرنسيس: في إنجيل اليوم يعلن يسوع للرسل عن الروح القدس: "لا يَزالُ عِنْدي أَشْياءُ كثيرةٌ أَقولُها لَكم ولكِنَّكُم لا تُطيقونَ الآنَ حَملَها. فَمتى جاءَ هوَ، أَي رُوحُ الحَقّ، أَرشَدكم إِلى الحَقِّ كُلِّه". إن الرب يتحدث عن المستقبل، عن الصليب الذي ينتظرنا، عن الروح القدس الذي يُعدُّنا لتقديم الشهادة المسيحيّة. بعدها انتقل الأب الأقدس للحديث عن الضيقات والاضطهادات وعن عثرة الصليب وقال: إن حياة الكنيسة هي مسيرة يقودها الروح القدس الذي يذكرنا بكلمات يسوع ويعلّمنا ما لم يتمكن يسوع من قوله لنا. إنه رفيق الدرب ويدافع عنا أيضًا من عثرة الصليب؛ فالصليب في الواقع هو عثرة لليهود الذين يطلبون آية وجهالة لليونانيين، أي الوثنيين، الذين يطلبون الحكمة والأفكار الجديدة، أما المسيحيّون فيبشّرون بالمسيح المصلوب. وهكذا يحضّر يسوع تلاميذه لكي لا يتشككوا ويعثروا بسبب صليب المسيح: "سَيَطرُدونكم مِنَ المَجامِع بل تأتي ساعةٌ يَظُنُّ فيها كُلُّ مَن يَقتُلُكم أَنَّهُ يُؤَدِّي للهِ عِبادة".

واليوم، تابع البابا فرنسيس يقول، نحن شهود على الذين يقتلون المسيحيين باسم الله لأنهم يعتبرونهم كفار. هذا هو صليب المسيح: "سَيَفعلونَ ذلك لأَنَّهم لم يَعرِفوا أَبي، ولا عَرَفوني"؛ ويسوع يقول لنا هذا ما حدث معي وسيحدث معكم أيضًا - الاضطهادات والضيقات - ولكن لا تعثروا ولا تتشككوا لأن الروح القدس سيرشدكم وسيجعلكم تفهمون. وفي هذا الإطار ذكّر البابا باتصاله الهاتفي، يوم أمس الأحد، مع البطريرك القبطي تواضروس لأنه كان يوم الصداقة بين الأقباط والكاثوليك، وقال: لقد ذكرت المؤمنين الأقباط الذين ذُبحوا على الشاطئ لكونهم مسيحيين؛ هؤلاء المؤمنون لم يعثروا بفضل القوة التي منحهم إياها الروح القدس، فماتوا وهم يتمتمون اسم يسوع على شفاههم. إن الشهادة هي قوة الروح القدس، لكن استشهادهم هو الشهادة الأعظم!

هناك أيضًا الشهادة اليومية، تابع الحبر الأعظم يقول، شهادة من يجعل خصوبة الفصح حاضرة، تلك التي يمنحها الروح القدس الذي يرشدنا نحو الحقيقة بملئها ويذكرنا بما يقوله لنا يسوع. وأضاف: إن المسيحي الذي لا يأخذ بُعد الاستشهاد هذا على محمل الجدّ فهو لم يفهم بعد الدرب الذي علمنا إياه يسوع: درب الاستشهاد اليومي، درب الاستشهاد دفاعًا عن حقوق الأشخاص، درب الاستشهاد دفاعًا عن الأبناء: وهو درب كل أب وأمٍّ يدافعون عن عائلاتهم؛ درب استشهاد العديد من المرضى الذين يتألمون محبة بالمسيح. يمكننا جميعًا أن نحمل قدمًا هذه الخصوبة الفصحية في درب الاستشهاد بدون أن نعثر أو أن نتشكك!

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: لنطلب من الرب نعمة نوال الروح القدس الذي سيذكرنا بالأمور التي قالها لنا يسوع وسيرشدنا نحو ملء الحقيقة ويعدُّنا يوميًّا لنقدِّم هذه الشهادة وهذا الاستشهاد اليومي صغيرًا كان أو كبيرًا بحسب ما أعدته مشيئة الرب لنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.