الكاردينال ساندري يلتقي مسيحيي العراق ويندد بصمت الجماعة الدولية

تنتهي اليوم الثلاثاء الزيارة التي يقوم بها رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري إلى العراق والتي بدأت في الأول من الجاري. وقد توجه نيافته يوم أمس الاثنين إلى منطقة دهوك في كردستان العراق حيث التقى الجماعات الكلدانية المحلية والعديد من اللاجئين. وفي كلمة وجهها إلى هؤلاء المسيحيين العراقيين وصفهم الكاردينال ساندري بالمؤمنين الذين يواجهون المحن والاضطهاد واعتبر أن الإنسان وعندما يتخلى عن الأمانة لإله العهد يفقد أمانته لإنسانيته ولأخوته وأخواته الذين عاشوا إلى جانبهم على الدوام.

أكد المسؤول الفاتيكاني أنه يتواجد وسط أشخاص اختبروا خيانة الآخرين لهم، خيانة أشخاص اعتدوا عليهم واستولوا على منازلهم وأرزاقهم وأقدموا على تدنيس دور العبادة حيث يتم تعليم السلام محاولين تغليب فكرة العنف والموت ولم يترددوا في اغتصاب واختطاف الأطفال والفتيات. واعتبر الكاردينال ساندري أن الخيانة تتمثل أيضا بالصمت المتواصل من قبل الجماعة الدولية وبتخلي القوى الوطنية والإقليمية عن واجبها في حماية المواطنين.

ودعا نيافته المؤمنين العراقيين إلى عدم نسيان أمانة الله الذي يبقى أمينا على الرغم من كذب الإنسان وخيانته، لافتا إلى أن الله قرّب المسيحيين منه وجعلهم على صورة المسيح ابنه. وعبّر عن قرب البابا فرنسيس وتضامنه مع المسيحيين العراقيين في الفترة الصعبة التي يجتازونها، مشيرا إلى أن البابا طلب منه أن يرسل تحياته وبركاته إلى تلك الجماعات المسيحية. وقال رئيس مجمع الكنائس الشرقية: إننا نركع أمام تجربتكم وألمكم، أمام صمتكم واحتمالكم، أمام مخطوفيكم وأمواتكم. وختم المسؤول الفاتيكاني كلمته مؤكدا أنه جاء كحاج إلى المنطقة التي انطلق منها إبراهيم تاركا بيته ومصغيا إلى دعوة الرب له. وقال: أنتم فعلتم الشيء نفسه بطريقة واقعية، ووجدتم هنا الضيافة باسم الرب، ونحن نقوم بالشيء نفسه من الناحية الروحية من أجل خض الضمائر النائمة في الغرب.

تجدر الإشارة إلى أن زيارة الكاردينال ساندري للعراق تندرج ضمن الجهود التي يبذلها مجمع الكنائس الشرقية للتعبير عن تضامنه مع الكنائس الكاثوليكية الشرقية المتواجدة في تلك الأمة وترمي إلى حمل تحيات وبركات البابا فرنسيس إلى الجماعات المسيحية المحلية والإعراب عن امتنان الكنيسة وتشجيعها للسلطات المدنية المحلية على كل الجهود التي تبذلها ـ في خضم الأوضاع الصعبة التي تجتازها البلاد ـ من أجل الدفاع عن المسيحيين وأتباع باقي الأقليات الذين يعانون بسبب العنف والحرب.