2015-05-02 13:38:00

سانت إيجيديو تنظم مؤتمرا بعنوان "المسيحيون في الشرق الأوسط أي مستقبل؟"


استضافت مدينة باري الإيطالية مؤتمرا دوليا نظمته جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية من أجل التباحث في الأوضاع التي يعيشها حاليا مسيحيو الشرق الأوسط. تم اللقاء تحت عنوان "المسيحيون في الشرق الأوسط أي مستقبل؟" وقد شارك فيه عدد كبير من القادة الدينيين الكاثوليك والأرثوذكس من سورية والعراق، وتخللت الأعمال مداخلة لأمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول غالاغر الذي أكد أن الشرق الأوسط لم يعد الشرق الأوسط إذا ما غاب عنه المسيحيون أو تضاءلت أعدادهم. وعبّر سيادته عن قلق الفاتيكان على مصير المسيحيين في المنطقة، لاسيما في سورية والعراق وقال "شهدنا على مدى الأشهر الماضية أعمال عنف وحشية لم يسبق مثيلا لها، وهذا ما حصل في مختلف أنحاء الشرق الأوسط حيث استهدف هذا العنف المسيحيين وغير المسيحيين أيضا. 

مؤسس جماعة سانت إيجيديو أندريا ريكاردي أكد من جانبه أن إلغاء المسيحيين يشكل عملا انتحاريا ضد التعددية، لأن المسيحيين قدموا على الدوام إسهاما هاما من أجل نمو المجتمعات العربية. وتحدث ريكاردي أيضا عن وجود عمليات تطهير عرقي في مناطق عدة من الشرق الأوسط يبدو أنها ستطبع نهاية حقبة تاريخية، معتبرا أن الراغبين في قيام نظام توتاليتاري مسلم يرفضون الحوار. هذا فيما رأى وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أن أوروبا مريضة حاليا إذ تعاني من الأنانية واللامبالاة.

ولمناسبة مؤتمر باري أجرت مراسلة القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع أحد منظمي اللقاء وهو السيد ألبرتو كواتروتشي من سانت إيجيدو الذي أكد أن الجماعة تتابع منذ سنوات عدة تطور الأوضاع على ساحة الشرق الأوسط من خلال علاقات الصداقة والحوار والتعاون والتلاقي القائمة مع أطراف عدة في المنطقة، لا مع المسيحيين وحسب إنما مع المسلمين أيضا. ولفت إلى أن الشهادات الواردة من الشرق الأوسط تسلط الضوء على المعاناة الكبيرة التي يعيشها العجزة والأطفال والنساء وجماعات وقرى بأسرها التي فرغت من سكانها المسيحيين.

واعتبر المسؤول الكاثوليكي أن زمن الشهداء هذا هو أيضا زمن دعوة جديدة لمسيحيي الشرق الأوسط، موضحا أن مؤتمر باري تمكن من جمع أعداد كبيرة من الأساقفة والبطاركة الكاثوليك والأرثوذكس وذلك للمرة الأولى، وقال: لم يعد الأمر يتعلق بالكاثوليك والأرثوذكس في الشرق الأوسط إنما بمسيحيي الشرق الأوسط عموما.

هذا وذكّر السيد كواتروتشي في ختام حديثه لإذاعتنا بأن بعض المداخلات، لاسيما تلك التي ألقاها الكاهن الفرنسيسكاني بيرباتيستا بيتسابالا، حارس الأراضي المقدسة، شددت على أهمية الحوار مع المسلمين الراغبين في التعايش السلمي في الشرق الأوسط وتم التأكيد أيضا على أن حضور المسيحيين في المنطقة هو أمر مهم بالنسبة للمسلمين أيضا من أجل ضمان تعددية أصيلة وحماية شرائح كبيرة من الجماعات المسلمة من التطرف والإرهاب والصراعات المسلحة التي نشهدها حاليا.








All the contents on this site are copyrighted ©.