2015-04-28 13:30:00

البابا فرنسيس: الكنيسة تسير إلى الأمام بفضل التجدد الذي يحمله الروح القدس


"الكنيسة تسير قدمًا بفضل مفاجآت الروح القدس" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان متوقفاً عند حدث حمل البشارة بالإنجيل للوثنيين والذي يخبرنا عنه كتاب أعمال الرسل وشدّد على أنه حتى في أيامنا هذه نحن بحاجة "للشجاعة الرسوليّة" لكي لا تكون حياتنا المسيحيّة مجرّد "متحف ذكريات".

قال الأب الأقدس عندما وصل الرسل إلى إنطاكية أخذوا يبشرون لا اليهود فقط بل اليونانيين والوثنيّين أيضًا فآمن عدد كثير واهتدوا إلى الرب. استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من أعمال الرسل ليشدّد على أهميّة وجوهريّة الانفتاح على حداثة الروح القدس في حياة الكنيسة. وقال في البدء اضطرب الرسل لدى سماعهم بأن الذين وصلوا إلى أنطاكية أخذوا يبشرون غير اليهود أيضًا بالإنجيل فأَوفَدوا بَرنابا إِلى أَنطاكِية، فلَمَّا وَصَلَ ورأَى النِّعمَةَ الَّتي مَنَحَها الله، فَرِحَ وحَثَّهم جَميعًا على التَّمَسُّكِ بِالرَّبِّ مِن صَميمِ القَلب.

تابع الحبر الأعظم يقول هذا ما كُتِب في النبؤات أيضًا بأن الرب آت ليخلّص جميع الشعوب كما نقرأ في سفر النبي أشعيا، ولكن كان لا يزال هناك من لم يفهم هذه الكلمات. لم يفهموا! لم يفهموا أن الله هو إله الحداثة والتجدّد، فهو يقول لنا "وأجعل كل شيء جديدًا". فالروح القدس قد أتى لهذا الأمر بالذات ليجددنا وهذا ما يقوم به باستمرار وعلى الدوام. قد يخيفنا هذا الأمر بعض الشيء، ويمكننا أن نرى عبر تاريخ الكنيسة بأسره كم من المرات كان الخوف الجواب على مفاجآت الروح القدس، لكن إلهنا هو إله المفاجآت!

أضاف البابا فرنسيس يقول: هناك حداثة وتجدُّد! في بعضها يمكننا أن نرى الله ولكن في البعض الآخر لا، فكيف يمكننا أن نميّزها؟ في الواقع، تابع الأب الأقدس يقول، يخبرنا الكتاب المقدس بأن برنابا وبطرس كانا رجلين صالحين ممتلئين من الروح القدس. وفي هذين الاثنين كان الروح القدس يُظهر الحقيقة. ليس باستطاعتنا وحدنا بذكائنا أن نظهر الحقيقة. يمكننا أن ندرس تاريخ الخلاص بأكمله ويمكننا أن ندرس تعاليم اللاهوت كلها ولكن بدون الروح القدس لا يمكننا أن نفهم شيئًا. الروح القدس هو الذي يُفهمنا الحقيقة – كما يقول لنا يسوع – فالروح القدس هو الذي يجعلنا نسمع صوت يسوع ونعرفه: "إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني".

إن مسيرة الكنيسة إلى الأمام هي عمل الروح القدس الذي يجعلنا نصغي إلى صوت الرب. ولكن، تساءل البابا: كيف يمكنني أن أعرف أن الصوت الذي أسمعه هو صوت يسوع وبأن ما أقوم به هو عمل الروح القدس؟ بالصلاة، فبدون الصلاة لا يوجد مكان للروح القدس. ولذلك ينبغي علينا أن نطلب من الله أن يرسل لنا هذه العطيّة قائلين: "يا رب أعطنا الروح القدس لكي نتمكّن في كل وقت من تمييز ما ينبغي علينا فعله". فالرسالة هي عينها: الكنيسة تسير إلى الأمام، إنها تسير بفضل هذه المفاجآت بفضل هذا التجدد الذي يحمله الروح القدس. ينبغي علينا أن نميّزها ولنتمكن من تمييزها يجب علينا أن نصلّي ونطلب هذه النعمة. برنابا كان ممتلئًا من الروح القدس ولذلك فهم فورًا، وكذلك بطرس أيضًا ولذلك قال: "من أنا لأمنع عنهم المعموديّة؟" فالروح القدس يحمينا من الخطأ. قد يقول لي البعض: "ولكن يا أبتي لماذا نُصعّب الأمور؟ لماذا لا نقوم بالأشياء كما اعتدنا فعلها سابقًا فنكون أكثر طمأنينة...؟" لكن، تابع البابا يقول، غالبًا ما يكون الاستمرار بفعل الأمور كالسابق مجرّد بديل للموت، وبالتالي حث الحبر الأعظم الجميع على المخاطرة – من خلال الصلاة والتواضع – بقبول التغيير الذي يطلبه منا الروح القدس، لأن هذه هي الدرب الوحيدة.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول إن الرب قد قال لنا: "مَن أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي فلَه الحَياةُ الأَبدِيَّة". لنتابع الآن هذا الاحتفال بهذه الكلمات: "يا رب، أنت الحاضر هنا معنا في الافخارستيا، أنت الذي ستدخل إلى قلب كل واحد منا أعطنا نعمة الروح القدس. أعطنا نعمة ألا نخاف عندما يطلب منا الروح القدس أن نخطو إلى الأمام. ولنطلب من الرب في هذه الذبيحة الشجاعة، تلك الشجاعة الرسوليّة لنحمل الحياة أينما حللنا فلا تكون حياتنا المسيحية مجرّد "متحف ذكريات". 








All the contents on this site are copyrighted ©.