2015-04-27 15:10:00

مداخلة الكاردينال توركسون في منتدى حول الاتجار بالأطفال


بمناسبة انعقاد منتدى حول الاتجار بالأطفال تُنظمّه الأكاديمية الحبرية للعلوم في الفاتيكان ألقى الكاردينال بيتر توركسون عميد المجلس البابوي عدالة وسلام عصر يوم الاثنين مداخلة حول موضوع "جهود الكرسي الرسولي في محاربة الاتجار بالبشر – الالتزام المستمر للكنيسة الكاثوليكية" قال فيها: نحتفل هذا العام بالذكرى الخامسة والعشرين لبدأ تنفيذ شرعة حقوق الطفل، وقد كان الكرسي الرسولي أحد أولى الجهات التي صدّقت على هذه الاتفاقية كما وهو طرف أيضًا في بعض بروتوكولاتها الاختياريّة، من بينها البروتوكول الاختياري بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلّحة، والبروتوكول الاختياري بشأن بيع الأطفال واستغلالهم في البغاء وفي المواد الإباحية.

تابع عميد المجلس البابوي عدالة وسلام يقول وكما نعلم جميعًا، لا يزال الأطفال ضحايا للعديد من أشكال العنف والاستعباد ويتمّ الإتجار بهم لأهداف مختلفة. وهذا الأمر لا يزال قائما على الرغم من خطط واستراتيجيات العمل الدولية والوطنية المتنوعة وعلى الرغم من الاتفاقيّة والبروتوكولات التي سبق ذكرها والاتفاقات الدولية الأخرى ذات الصلة كبروتوكول منع وقمع ومعاقبة الإتجار بالأشخاص وخاصة بالنساء والأطفال وبروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البر والبحر والجو.

أضاف الكاردينال توركسون يقول أما الطرق التي يُستغل بها الأطفال بشكل فظيع فهي بيع الأعضاء؛ البغاء والمواد الإباحية وتجارة المخدرات. التسول القسري، الأشكال المُقنَّعة للتبني عبر الحدود، الزواج القسري؛ التجنيد والاستعباد من قبل الجماعات الإرهابية، والعمل القسري، في القطاعين الرسمي وغير الرسمي على حد سواء، في أماكن العمل المحلية أو الزراعية أو في الصناعات التحويلية والتعدين. وأضاف نيافته يقول إن العديد من الأطفال المُتاجر بهم هم قاصرين مهاجرين غير مرافقين، بعضهم يفقدون حياتهم خلال عمليّة الهجرة؛ في حين أن آخرين، ولدى وصولهم إلى وجهتهم بعد رحلة شاقة مطبوعة بالخوف وانعدام الأمان، يتم احتجازهم غالبًا في ظروف غير إنسانية.

تابع الكاردينال بيتر توركسون يقول إن أول الأسباب الجذريّة هو الفقر والتخلف، وخصوصا عندما يقترن بنقص فرص الحصول على التعليم أو فرص العمل الضئيلة. فهو في الواقع، لا يوفر فقط أرضية خصبة حيث يمكن لشبكات المهربين المنظمة أن تجد ضحاياها المحتملين، لكنه أيضا يدفع الأشخاص اليائسين إلى مسار إجرام يقود إلى الهلاك. ثانيًا، نجد في أصول الاتجار بالأطفال النزاعات المسلّحة وحالات عنف وإرهاب أخرى حيث تتم المتاجرة بالأطفال لتجنيدهم أو لاستغلالهم جنسيًّا من قبل مجموعات إرهابية أو محاربين آخرين. وبالتالي، فإن الكرسي الرسولي قد طالب المجتمع الدولي بنشاط دبلوماسي أكثر حزمًا من أجل وضع حد نهائي لجميع النزاعات المسلحة، ولجميع حالات العنف والإرهاب.

ثالثًا، تابع عميد المجلس البابوي عدالة وسلام يقول، أشجب الدور الذي يلعبه الفساد، فالمتاجرون غالبا ما يحتاجون لتواطؤ الوسطاء، سواء كانوا موظفين مكلفين بتنفيذ القانون، أو مسؤولين في الدولة، أو في المؤسسات المدنية والعسكرية. في الواقع، إن الاتجار بالأطفال بالإضافة إلى أشكال استعباد الأطفال الأخرى لا تزال ممكنة لأننا نعيش في عالم يقسّمه جشع من يبحث عن الربح السهل، وتجرحه الأنانية التي تهدد حياة الإنسان والعائلة. ولذلك، مضى الكاردينال توركسون إلى القول، ينبغي علينا أن نحدّ من انتشار ثقافة "الإقصاء" التي تعتبر "البشر سلعًا استهلاكية يمكن استخدامها ومن ثم التخلص منها"، ونبدأ بتعزيز ثقافة الأخوة التي تحترم وتقدّر الكرامة المتأصلة في كل شخص، من الحمل به وحتى موته الطبيعي. وبالتالي ولإنهاء الاتجار بالأطفال، يجب علينا أولاً تحقيق ارتدادًا في القلوب والأذهان؛ لأنَّ الأطفال المُتاجر بهم هم ضحايا الطلب على اليد العاملة والمنتجات ذات التكلفة المنخفضة، حتى في المجتمعات الفاخرة، وضحايا رغبات زبائن الأعضاء والمخدرات واستغلال الأطفال في البغاء وفي المواد الإباحية، وإلى ما هنالك.  








All the contents on this site are copyrighted ©.