2015-04-27 14:26:00

البطريرك الراعي يدشّن كرسي المطرانية في مودون - كاتدرائية سيدة لبنان، باريس


ترأس غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي صباح أمس الأحد القداس الإلهي لإحياء ذكرى مئة سنة على الوجود الراعوي الماروني في Rue d'Ulm، وللاحتفال بتدشين كرسي المطرانية في مدينة Meudon،  بحضور راعي الأبرشية المطران مارون ناصر الجميّل وسيادة المطران Pontier رئيس أساقفة Marseille ورئيس مجلس أساقفة فرنسا، وسيادة السفير البابوي، والسادة المطارنة الآتين من لبنان بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الرسمية اللبنانية والفرنسية وسائر الكهنة والرهبان والراهبات، وأعضاء المؤسسات المارونية وعدد كبير من المؤمنين الآتين من مختلف أنحاء الأبرشيّة في فرنسا.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، شدّد البطريرك الماروني في عظته على أن دار المطرانية هذه هي قلب الأبرشيّة في فرنسا والزيارة الرسولية في أوروبا، وقلبها النابض، ورفع الصلاة عن نوايا راعي الأبرشية والزائر الرسولي، ومن أجل أبناء الأبرشية وبناتها، وكل العاملين فيها إلى جانب الكهنة والرهبان والراهبات. لاسيما من أجل الشبيبة والأجيال الطالعة لكي تنمو في الإيمان، وتحافظ على التقاليد والروحانية المارونية والتراث، فيغنوا به المجتمعات الفرنسية والأوروبية، إلى جانب تراثات الكنائس الأخرى. بعدها انتقل الكاردينال الراعي للحديث عن إنجيل الأحد وقال لقد تراءى يسوع للرسل عند طلوع الفجر، بعد ليلة من الصيد الفاشل، فوجّههم إلى إلقاء الشبكة لجهة اليمين، وكان الصيد العجيب. فلا بدّ في كلّ عمل ومشروع وموقف ومبادرة من الاستنارة بنور شخص المسيح، وكلام إنجيله، وبتعليم الكنيسة التي تشرح لنا مضامين الكلام الإلهي، وتهدينا إلى كلّ خير وحق وجمال.

تابع البطريرك الماروني يقول تعلّمنا آية الصيد العجيب ألاّ ننهار أمام الفشل وصعوبات الحياة من أي نوع كانت؛ بل أن نعود إلى المسيح، رفيق دربنا، وإلى أنوار روحه القدوس، لكي نهتدي إلى القرار الأفضل. إننا بذلك نتجنّب الكثير من الخلافات والنزاعات في العائلة والمجتمع، وفي الكنيسة والدولة. مشكلة عالم اليوم في الاستغناء عن الله وكلامه ووصاياه ورسومه في الحياة اليومية. وهذا ما جعل الناس، في أيامنا، وفي عصر الاكتشافات المذهلة والتطوّر التكنولوجي، يتراجعون في إنسانيّتهم. وأضاف البطريرك الراعي يقول: كم يحزننا أن يكون هذا الواقع متفشّياً في أوساط بلداننا في الشرق الأوسط. لكننا نصلّي لكي يخشى الله أمراء الحروب والمتقاتلون والمحرّضون على الحرب بمدّ السلاح والمال والدعم السياسي، وان يوقفوا بموآزرة الأسرة الدولية الحرب في فلسطين والعراق وسوريا واليمن، رحمة بالمواطنين الأبرياء وجنى عمرهم وحفاظًا على التراثات والآثار الحضارية، وان يعملوا جاهدين على إحلال السلام العادل والشامل والدائم بالطرق السلمية. كما ونصلّي من أجل المسؤولين السياسيين في لبنان، كتلاً سياسية ونيابية، لكي تتحمّل مسؤولياتها التاريخية، والإسراع إلى انتخاب رئيس للجمهورية. فمن المعيب والمخجل حقاً أن يبدأ الفراغ الرئاسي شهره الثاني عشر في هذا اليوم بالذات. ولا نستطيع إلا أن نعلن ومن جديد أن عدم انتخاب رئيس للجمهورية، مهما كانت الأسباب والحسابات، إنما هو انتهاك فاضح للدستور والميثاق الوطني، وطعن في كرامة الوطن وشعبه.

وختم الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عظته بالقول: لنصلّي لكي تهدينا آية الصيد العجيب إلى عمق شركة - الاتحاد مع المسيح والكنيسة، لكي نجعل من حياتنا وأعمالنا ومسؤولياتنا بمثابة صيد لكل خير روحي ومادي واجتماعي، لمجد الله الواحد والثالوث.








All the contents on this site are copyrighted ©.