2015-04-25 13:48:00

مداخلة رئيس الأساقفة أوزا حول موضوع "دور الشبيبة في التصدي للتطرف العنيف وتعزيز السلام"


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة أمام المشاركين في جلسة مفتوحة للنقاش نظمها مجلس الأمن الدولي حول موضوع "دور الشبيبة في التصدي للتطرف العنيف وتعزيز السلام". استهل المسؤول الفاتيكاني خطابه متوجها بالشكر إلى المملكة الهاشمية الأردنية، الرئيس الدوري لمجلس الأمن لشهر أبريل نيسان الجاري، على تنظيمها هذه الجلسة من أجل تسليط الضوء على ما يمكن أن يفعله الشبان بغية التصدي للتطرف وإرساء أسس السلام في مجتمعاتهم.

وأكد رئيس الأساقفة أوزا أن ظاهرة العولمة والتقدم التكنولوجي في عالم الاتصالات والتواصل حملا منافع كثيرة لعالمنا المعاصر، لكنهما ولّدا في الوقت نفسه تحديات جديدة لم تكن موجودة في السابق. وقال إن الشبان حول العالم يمكنهم أن يستخدموا الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ليتصلوا مع بعضهم البعض ويتعلموا أشياء كثيرة عن الثقافات والتقاليد العريقة لمختلف شعوب العالم. لكن لسوء الحظ يُمكن أن تُستخدم هذه التكنولوجيات الحديثة من أجل نشر رسائل الحقد والعنف.

ولفت الدبلوماسي الفاتيكاني إلى أن الشبان الذين يُستدرجون، من خلال هذه التقنيات الحديثة، كي يمارسوا العنف غالبا ما يأتون من بيئات تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية وتفتقر إلى الفرص، أو يعيشون في حالة من الوحدة والعزلة والإحباط، أو يترعرعون في عائلات مفتتة. ومن أجل التصدي لمشكلة تجذّر الشبان لا بد من العمل مع العائلة ودعمها في جهود تربية البنين والأجيال اليافعة على قيمتي الحوار والاحترام تجاه الآخرين، كي يصبح هؤلاء قادرين على مقاومة الدعوات الغشاشة للعيش من أجل "قضية سامية" والقيام بـ"مغامرة" ما مع المجموعات المتطرفة.

وقال رئيس الأساقفة أوزا: إذا كانت الدول ترغب فعلا في الوصول إلى الأجيال الفتية قبل أن تتعرض للأيديولوجيات المتطرفة عليها أن تقدم الدعم الملائم للوالدين على صعيد مسؤولياتهم التربوية. واعتبر سيادته أنه من الأهمية بمكان أن تناقَش هذه القضايا على الساحة العامة والحيلولة دون إخفاء هذه الظاهرة. كما أن الحوار بشأن التطرف يساعد حكومات الدول على وضع سياسات ملائمة بغية التصدي لبروباغاندا التطرف. كما أن هناك حاجة إلى وضع سياسات ترمي إلى مكافحة ظاهرة الخوف من الأجانب والتمييز العنصري والعمل على تعزيز القيم الثقافية والاجتماعية السليمة. والأديان مدعوة إلى لعب دور هام في مجال مكافحة التطرف والعنف وتعزيز السلام مع أن المتطرفين غالبا ما يستخدمون شعارات ذات صبغة دينية، لكنها في الواقع تشوه الدين.

ولم تخل مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة من الإشارة إلى مشكلة البطالة التي تجعل من العديد من الشبان أداة بيد المتطرفين وبروباغاندا التطرف. بالتالي فإن الخلل في التوازنات الاقتصادية فضلا عن التهميش والإقصاء لا تبعث على القلق من الناحية الاجتماعية والاقتصادية وحسب إنما تشكل في الواقع تهديدا خطيرا للأمن والسلام العالميين.

في ختام مداخلته أكد رئيس الأساقفة أوزا أن الشبان أنفسهم يشكلون موردا هاما في مجال التصدي للأيديولوجيات المتطرفة وتعزيز ثقافة السلام، كما يتعين على القادة الدينيين أن ينددوا بالحقد باسم الدين ويوفروا للشبيبة تربية دينية تعزز التفاهم والاحترام بين أتباع مختلف الديانات. واليوم تُلقى على عاتق جميع المؤمنين مسؤولية كبيرة ألا وهي التنديد بمن يسعى إلى فصل الإيمان عن العقل واستغلال الدين لتبرير العنف.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.