2015-04-22 11:37:00

أوزا يلقي مداخلة أمام مجلس الأمن حول الأوضاع في الشرق الأوسط


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي خلال جلسة نقاش عُقدت يوم أمس الثلاثاء حول موضوع "الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية". استهل الدبلوماسي الفاتيكاني مداخلته معربا عن امتنان الكرسي الرسولي لمبادرة الأردن، الرئيس الدوري للمجلس لهذا الشهر، لكونه شاء هذه المبادرة. وعبّر أوزا عن قلق الكرسي الرسولي البالغ حيال عدم تحقيق أي تقدّم في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقال: من الصعب ألا نتقاسم الامتعاض الذي عبّر عنه منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط السيد روبرت سيري، خلال الجلسة الأخيرة التي عقدها مجلس الأمن الدولي حول هذا الموضوع في السابع والعشرين من آذار مارس الماضي.

أكد رئيس الأساقفة أن لإسرائيل مخاوف مشروعة وصادقة على أمنها بيد أن هذا الأمن لا يمكن أن يأتي من خلال عزل جيرانها، بل بواسطة إشراك الفلسطينيين في عملية سلام ترمي للتوصل إلى حل الدولتين وهي تسوية تحظى بدعم الكرسي الرسولي والجماعة الدولية بشكل عام. وأكد المسؤول الفاتيكاني أن الكرسي الرسولي يضم صوته إلى صوت دعاة السلام كافة للمطالبة بعقد مفاوضات جادة وملموسة من شأنها أن تعزز عملية السلام.

على صعيد آخر قال رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا إن الكرسي الرسولي ما فتئ يشجع القادة في لبنان على إيجاد مخرج للأزمة التي تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية منذ شهر أيار مايو من العام الماضي، ويحث المسؤولين اللبنانيين على التخلي عن المصالح السياسية الضيقة من أجل مصلحة لبنان الموحّد. واعتبر سيادته أن الفراغ الدستوري الراهن يزيد من هشاشة الأمة إزاء ما يجري في منطقة الشرق الأوسط. ومن الأهمية بمكان ـ تابع يقول ـ أن تدعم الجماعة الدولية لبنان بشتى الوسائل كي يستعيد استقراره ووضعه المؤسساتي الطبيعي. كما يتعين على الأسرة الدولية أن تساعد لبنان ليتمكن من تلبية احتياجات أعداد هائلة من اللاجئين المقيمين على أراضيه، وقد ولّد هذا الوضع خطر تغلغل العناصر المتطرفة بين اللاجئين.

فيما يتعلق بالشأن السوري لفت الدبلوماسي الفاتيكاني إلى التصريحات التي أدلت بها في السادس والعشرين من آذار مارس الفائت السيدة فاليري آموس مؤكدة أن الصراع هناك بلغ حدا خطيرا من الوحشية. وأشار أوزا إلى عمليات تدمير البنى التحتية والمستشفيات والمدارس وكل هذا يزيد من معاناة المدنيين. وإذ تطرق إلى أوضاع الأقليات الدينية والعرقية في سورية دعا سيادته الجماعة الدولية إلى الحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية ضخمة في حلب قائلا: علينا أن نبذل ما في وسعنا من أجل وضع حد لانتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان الأساسية.

هذا ثم عبر سيادته عن شجب الكرسي الرسولي بأشد العبارات كل الهجمات والانتهاكات التي تتعرض لها الجماعات العرقية والدينية، وذكّر بأن غياب هذه الأقليات من الشرق الأوسط يشكل خسارة للإرث الغني الذي تتمتع به تلك المجتمعات. ولفت إلى أن خمسا وستين دولة وقّعت الشهر الماضي في جنيف على بيان يدعم الحقوق الإنسانية للمسيحيين وباقي الجماعات، لاسيما في الشرق الأوسط. وهذا البيان يعكس الخوف على مصير تلك الجماعات ـ لاسيما المسيحية ـ المهددة بالزوال.

في ختام مداخلته ذكّر مراقب الكرسي الرسولي بما قاله البابا فرنسيس يوم السادس من الجاري، قبل تلاوة صلاة افرحي يا ملكة السماء، عندما دعا الجماعة الدولية إلى عدم الوقوف موقف المتفرج إزاء هذه الجرائم وغض الطرف عنها. وقال أوزا إن الوقوف بصمت متآمر أمام ما يتعرض له هؤلاء البشر من اضطهاد ونفي وقتل وإحراق وقطع للرؤوس لمجرد انتمائهم إلى معتقدات دينية مختلفة أو أقليات، ليس خيارا على الإطلاق.








All the contents on this site are copyrighted ©.