2015-04-20 14:01:00

البابا يستقبل أساقفة الغابون في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا فرنسيس هذا الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان أساقفة جمهورية الغابون في زيارة تقليدية للأعتاب الرسولية وسلّمهم كلمة عبّر فيها عن سروره بلقائهم وذكّر بأحداث كثيرة تطبع حياة الكنيسة في البلاد خلال هذه السنة اليوبيلية، وحيّا من خلالهم الكهنة والرهبان والراهبات والعاملين الراعويين والمؤمنين العلمانيين في أبرشياتهم، وذكّر أيضا بالمرسلين الذين أعلنوا الإنجيل في أرضهم وبالمسيحيين الأوائل في البلاد الذين قبلوا بشرى الخلاص السارة، وأمل الأب الأقدس بأن تساعد ذكراهم وشهادتهم للإنجيل في إلهام الأساقفة في عملهم الرعوي وبأن تشكلا للكنيسة في الغابون مصدر التزام متجدد لإعلان الإنجيل، كرسالة سلام وفرح وخلاص، تحرّر الإنسان من قوى الشرّ كي تقوده نحو ملكوت الله.

أضاف البابا فرنسيس أن إتمام الخدمة الموكلة إليهم في أبرشياتهم يتطلب عيش أخوّة حقيقية داخل مجلس الأساقفة "ليكونوا واحدًا ليؤمن العالم بأنك أنت الذي أرسلني" (يوحنا 17، 21)، وأكد أن من شأن التعاون الأخوي تلبية احتياجات الكنيسة ومواجهة التحديات المطروحة أمامها والسهر بروح مجمعية لصالح الخير العام للمجتمع، وأشار إلى أن الكنيسة تشهد من خلال ذلك على مقاسمتها هموم جميع المواطنين، كما ذكّر بمركز الدراسات للعقيدة الاجتماعية والحوار بين الأديان، وقد تم افتتاحه في ليبروفيل عام 2011.

تحدث البابا فرنسيس في كلمته لأساقفة الغابون في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية عن أهمية وحدة الكهنة حول أسقفهم، لكونها تُظهر للمؤمنين معنى الكنيسة كعائلة الله وشدد على روح الشركة من خلال الاهتمام الأخوي بحياة الكهنة ورسالتهم، وذكّر بأهمية الصلاة في الحياة الكهنوتية، وأكد أن التنشئة المتينة والدائمة تساعد في تعزيز الدينامكية الرسولية. وأشار الأب الأقدس لضرورة إيلاء اهتمام خاص بإعداد العظة والتعليم المسيحي، وقال إن العظة هي "حجر الزاوية من أجل تقويم قرب الراعي من شعبه وقدرته على لقائه"، كما وشدد على اهتمام الرعاة بالمرشحين للكهنوت وبتمييز الدعوات.

توقف البابا في كلمته لمجلس أساقفة الغابون عند الحماس الرسولي للرهبان والراهبات في خدمة الإنجيل، وإذ أشار للاحتفال بسنة "الحياة المكرسة" تمنّى بأن تشكل هذه السنة فرصة لاستقبال الحياة المكرسة بفرح وأكد أن ذلك يبان عبر حوار بنّاء وتعاون دائم على المستويات كافة ومن خلال القرب الروحي وتعزيز المواهب المتعددة في أبرشياتهم. وشجع الأب الأقدس الأساقفة على مواصلة الاهتمام بالمؤمنين العلمانيين لإيقاظ معنى دعوتهم المسيحية، وتنمية مواهبهم لوضعها في خدمة الكنيسة والمجتمع. فالكنيسة إرسالية في طبيعتها ـ ذكّر البابا فرنسيس ـ مشيرا في الآن الواحد للإسهام الكبير الذي يقدمه المؤمنون العلمانيون لحياة الكنيسة، ومؤكدا أن التنشئة الإنسانية والمسيحية للعلمانيين هي وسيلة هامة للإسهام في عمل البشارة ونمو الأشخاص، مع الاهتمام الدائم بالانطلاق نحو ضواحي المجتمع، كما وحثهم على الاهتمام بالشباب.  

تحدث البابا فرنسيس عن دور المؤسسات التربوية الكاثوليكية في الغابون، وأشار إلى أن الاتفاق بين الكرسي الرسولي وهذا البلد الأفريقي فيما يتعلق بوضع التعليم الكاثوليكي والعائد للعام 2001، يقدّم للكنيسة المحلية سندًا كبيرا بهذا الاتجاه من أجل رقيّ كل إنسان، مع إعطاء الأفضلية للفقراء، وحثهم على عدم التردد في رفع الصوت دفاعًا عن الشخص البشري وقدسية حياته. وإذ ذكّر بالاستعداد لسينودس الأساقفة حول العائلة في تشرين الأول أكتوبر 2015، دعا البابا فرنسيس الجميع لرفع الصلاة من أجل السينودس القادم، وختم كلمته لأساقفة الغابون في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية مؤكدا قربه منهم بالصلاة ومانحا الكل بركته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.