2015-04-20 13:35:00

البابا فرنسيس: الرب يوقظنا بشهادة القديسين والشهداء


"إن شهادة الشهداء تساعدنا لكي لا نقع في تجربة تحويل الإيمان إلى تسلُّط" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدمه لنا الليتورجية اليوم من الإنجيلي يوحنا والذي يخبرنا فيه عن الجمع الذي كان يبحث عن يسوع بعد معجزة تكثير الخبز والسمك ليس لأنهم دُهشوا بالآيات التي تحملهم إلى عبادة الله وإنما من أجل مصالح ماديّة لأنهم أكلوا الخبز وشبعوا، وفي هذا الإطار قال البابا نجد في الإيمان خطر عدم فهم رسالة الرب الحقيقيّة، وهذا الأمر يحصل عندما نستغلُّ يسوع للوصول إلى السلطة. هذا الموقف يتكرّر في الأناجيل، كثيرون يتبعون يسوع من أجل مصالحهم، حتى من تلاميذه: فابنا زبدى أرادا أن "يَجلِسَ أَحَدُهما عن يَمينِه، والآخَرُ عَن شِمالِه في مَجدِه" أي أن ينالا مراكز سلطة. وبالتالي تُظلم تلك المسحة – التي تحمل البشرى السارة للفقراء وتعلن للمأسورين تخلية سبيلهم وللعميان عودة البصر إليهم والإفراج عن المظلومين وتعلن سنة قبولٍ عند الرب – وتضيع وتتحول إلى نوع من السلطة.

تابع الأب الأقدس يقول هناك دائمًا هذه التجربة للانتقال من الدهشة التي يمنحنا إيّاها لقاؤنا بيسوع إلى الاستفادة والمنفعة. لقد كانت هذه أيضًا التجارب التي جرّب بها إبليس يسوع: الأولى تجربة الخبز والثانية تجربة الظهور "لكي يؤمن بك الناس"، والثالثة عبادة الأصنام. إنها تجربة يوميّة يتعرّض لها المسيحيّون، إنها تجربتنا جميعًا نحن الذين نكوّن الكنيسة: تجربة السلطة، سلطة العالم لا قوة الروح القدس، فنقع في الفتور الديني الذي يدفعنا إليه روح العالم، ذلك الفتور الذي يحملنا عندما ينمو ويزداد إلى الموقف الذي يسميه يسوع: الرياء أو النفاق.

أضاف البابا فرنسيس يقول بهذا الشكل نصبح مسيحيّين بالاسم والتصرفات الخارجية فقط فيما يكون قلبنا غائص في مصالحه، تمامًا كما قال يسوع للجمع: "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: أَنتُم تَطلُبونَني، لا لأنّكم رَأَيتُمُ الآيات: بلِ لأنّكم أَكَلتُمُ الخُبزَ وشَبِعتُم". إنها تجربة الانزلاق نحو روح العالم نحو السلطة والتسلُّط فيضعف الإيمان والرسالة وتضعف الكنيسة أيضًا. لكن الرب يوقظنا بشهادة القديسين والشهداء الذين يعلنون لنا يوميًّا أن السير على درب يسوع هو حمل رسالته: إعلان سنة نعمة. لقد فهم الجمع أيضًا توبيخ يسوع لهم وقالوا: "ماذا نَعمَلُ لِنَقومَ بِأَعمالِ الله؟" فأجابهم يسوع: "عَمَلُ اللهِ أَن تُؤمِنوا بِمَن أَرسَل" أي أن نؤمن به وحده ونثق به وحده وليس بالأشياء والأمور الأخرى التي تحملنا بعيدًا عنه. هذا هو عمل الله: أَن تُؤمِنوا بِمَن أَرسَل!

وختم البابا عظته رافعًا الصلاة وقال: ليمنحنا الرب نعمة دهشة اللقاء وليساعدنا لكي لا ننزلق نحو روح العالم أي ذلك الروح الذي وإذ يضعنا في إطار حياة مسيحيّة يجعلنا نعيش كوثنيين.    








All the contents on this site are copyrighted ©.