2015-04-16 12:08:00

البابا يستقبل أساقفة كينيا في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في الفاتيكان أساقفة كينيا الكاثوليك في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولي. وسلّم ضيوفه خطابا مكتوبا استهله مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان لمناسبة زيارة حجهم لضريحي القديسين الرسولين بطرس وبولس. وتوجه بالشكر إلى رئيس أساقفة العاصمة نيروبي الكاردينال جو نجو على الكلمات التي وجهها له باسم الأساقفة الكينيين جميعا. هذا ثم أشار البابا إلى العديد من الطلاب الإكليريكيين الكينيين الذين يتلقون تحصيلهم العلمي في روما وكينيا مشيرا إلى أن هؤلاء يشكلون علامة لطيبة الله حيال الكنيسة الجامعة وكل الأبرشيات. وكتب أنه يفكّر بنوع خاص بالحماسة والرجاء والتفاني والإخلاص وهي صفات تميّز الطلاب الإكليريكيين المستعدين لتكريس ذواتهم لخدمة الكنيسة. وشدد البابا في هذا السياق على ضرورة توفير تنشئة روحية وفكرية ورعوية ملائمة لهؤلاء الرجال، لافتا إلى أنه يدرك التحديات التي تواجه على هذا الصعيد.

بعدها توجه البابا فرنسيس إلى الأساقفة الكينيين مذكرا إياهم بواجب الأسقف المدعو إلى الاعتناء بالنفوس ولأن يكون أبا ورعايا ولا بد من القيام بهذا الواجب، في المقام الأول، حيال الكهنة الذين يحتاجون إلى دعم الأسقف وتشجيعه ورأفته وحنانه. كما ينبغي أن يتمتع الأسقف بميزة الإصغاء إلى الكاهن. وفي سنة الحياة المكرسة ـ كتب البابا في خطابه إلى أساقفة كينيا ـ أشعر بالاقتراب أكثر من الرهبان والراهبات ولذا أسألكم أيها الأخوة الأساقفة أن تُبلغوا لهم تحياتي وتعبروا لهم عن قربي من خلال الصلاة. ثم شجع البابا الأساقفة على توطيد علاقات المحبة والشركة الكنسية مع مختلف الجمعيات الرهبانية في كينيا، مذكرا بأن رسالة الكنيسة واحدة، على الرغم من تعدد أوجهها.

هذا ثم توقف البابا عند الشهادة القيّمة التي يقدمها العديد من المؤمنين الكاثوليك في كينيا وقال إن الكنيسة مدعوة إلى تقديم الأمل والرجاء إلى الثقافة الواسعة النطاق، ولا بد أن يرتكز هذا الرجاء إلى الشهادة لتجدد الحياة التي وعد بها المسيح من خلال الإنجيل. كما ينبغي على الكنيسة أن تؤكد على المبادئ الخلقية التي تعزز الخير المشترك وبناء المجتمع ككل. من خلال تحقيق رسالتها الرسولية على الكنيسة أن تتبنى موقفا نبويا بواسطة الدفاع عن الفقراء والتصدي للفساد وسوء استغلال السلطة. بعدها وجه البابا كلمة شكر وتقدير إلى العديد من الأشخاص المتواضعين الذين كرسوا أنفسهم للعمل في المؤسسات التي تديرها الكنيسة، ويعودون بالفائدة الروحية والمادية على أعداد كبيرة من الأشخاص من خلال نشاطهم اليومي.

وذكّر البابا بأن الكنيسة الكاثوليكية قدّمت ـ وما تزال تقدم ـ إسهاما كبيرا في المجتمع الكيني من خلال عدد كبير من المدارس والمعاهد والجامعات والمستوصفات والمستشفيات ودور الأيتام وغيرها من المؤسسات التي تديرها. ولفت إلى أن هذا النشاط الذي يقوم به عدد كبير من الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين العلمانيين يشكل إسهاما حيويا للأمة بأسرها. وهو نشاط تعضده أيضا الصلوات التي تُرفع في العديد من الرعايا والأديرة ووسط الحركات الكنسية العلمانية.

تابع البابا خطابه إلى الأساقفة الكينيين مذكرا إياهم بضرورة أن تبقى الكنيسة في البلد الأفريقي أمينة لرسالتها وتظل أداة للمصالحة والعدالة والسلام. ومن هذا المنطلق لا بد من تعزيز الالتزام والتعاون مع القادة الدينيين المسيحيين وغير المسيحيين من أجل تعزيز السلام والعدالة في كينيا من خلال الحوار والأخوّة والصداقة. وبهذه الطريقة يمكن أن يتم التنديد بالعنف بصوت موحد وشجاع، لاسيما عندما يُمارس هذا العنف باسم الله. وأكد البابا أنه يصلي مع الأساقفة على نية جميع الأشخاص الذين ذهبوا ضحية الاعتداءات الإرهابية والصراعات العرقية أو القبلية في كينيا والقارة الأفريقية بأسرها. وكتب البابا أنه يفكر بنوع خاص بالرجال والنساء الذين سقطوا في الهجوم على جامعة غاريسا يوم الجمعة العظيمة وتمنى أن يعود المسؤولون عن هذه الجرائم الوحشية إلى رشدهم ويبتهلوا الرحمة.

ولم يخل خطاب البابا من الإشارة إلى أهمية رعوية العائلة داعيا الأساقفة الكينيين إلى مواجهة التحديات المحدقة بالأسرة في عالم اليوم، كما طلب إليهم أن يولوا اهتماما خاصا بالشبيبة ويعلنوا حقيقة إنجيل الحياة على الجميع. وفي الختام قال البابا إنه يصلي مع أساقفة كينيا لمناسبة يوبيل الرحمة كي يكون هذا الحدث زمنا للغفران والشفاء والتوبة والنعمة بالنسبة للكنيسة الكينية بأسرها آملا أن يكون جميع المؤمنين علامات للمصالحة والعدالة والسلام التي يريدها الله لكينيا وللقارة الأفريقية برمتها.








All the contents on this site are copyrighted ©.