2015-04-16 13:58:00

البابا فرنسيس: قساوة القلب هي رفض للحوار!


"الذي لا يعرف كيف يحاور لا يطيع الله ويريد إسكات الذين يعلنون حداثة الله" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

قال الأب الأقدس تُحدثنا الليتورجية اليوم عن الطاعة، تلك الطاعة التي تحملنا غالبًا في دروب مختلفة عن تلك التي كانت في بالنا. فالطاعة هي التحلي بالشجاعة لتغيير الطريق عندما يطلب الرب منا ذلك. الذي يطيع يرث الحياة الأبديّة والذي لا يطيع يحلّ عليه غضب الله. هذا ما نقرؤه في القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من كتاب أعمال الرسل والتي تُخبرنا عن الأحبار والكتبة الذين نهوا تلاميذ يسوع عن التعليم باسمه والبشارة بالإنجيل، فقد كانوا غاضبين لأن التلاميذ كانوا يصنعون الآيات وكان الناس يتبعونهم وعدد المؤمنين ينمو ويتكاثر، فبَسَطوا أَيدِيَهُم إِلى الرُّسُلِ وَوَضَعوهم في السجنِ العامّ. غَيرَ أَنَّ مَلاكَ الرَّبِّ فَتحَ أَبوابَ السِّجنِ لَيلاً وأَخرَجَهم، فعادوا إلى إعلان البشارة، فأوقفوهم مجدّدًا وأقاموهم أمام المجلس، فأجاب بطرس على وعيد عظيم الأحبار قائلاً: "الله أَحَقُّ بِالطَّاعَةِ مِنَ النَّاس".

تابع الحبر الأعظم يقول: لم يكن بإمكان هؤلاء الكتبة والكهنة أن يفهموا. لقد كانوا معلمين للشريعة، وقد درسوا تاريخ الشعب والنبؤات، حفظوا الشريعة ولاهوت شعب إسرائيل والوحي الإلهي، كانوا يعرفون كلّ شيء لكنهم لم يكونوا قادرين على معرفة خلاص الله بسبب قساوة قلوبهم... ليس الأمر مجرّد عناد، وإنما هي قساوة قلوب! إنها انغلاق على ذواتهم ورفض للحوار... إنها غياب الحوار. فهؤلاء لا يعرفون معنى الحوار ولا كيف يحاورون. لا يعرفون كيف يحاورون الله لأنهم لا يعرفون كيف يصلون ويصغون إلى صوت الرب، ولا يعرفون أيضًا كيف يحاورون الآخرين. لقد كانوا يفسّرون الشريعة فقط ليجعلوها أكثر وضوحًا لكنهم كانوا منغلقين على علامات الله في التاريخ ومنغلقين على شعبه أي شعبهم. لقد كانوا منغلقين! وغياب الحوار هذا هو انغلاق القلب الذي حملهم على عدم طاعة الله. هذه هي مأساة معلمي الشريعة في إسرائيل: لم يعرفوا كيف يصغون ولا كيف يحاورون. والحوار هو دائمًا مع الله ومع الإخوة.

تابع البابا فرنسيس يقول إن العلامة التي تُظهر بأن الشخص لا يعرف كيف يحاور وبأنه غير منفتح على صوت الرب والعلامات التي يصنعها الرب في الشعب هي الغضب ومحاولة إسكات الذين يعلنون حداثة الله أي أن يسوع قد قام من الموت. إنها مسيرة صعبة. إنهم الأشخاص نفسهم الذين دفعوا لحراس القبر ليخبروا أن الرسل قد سرقوا جسد يسوع، لقد فعلوا كل ما بوسعهم لكي لا ينفتحوا على صوت الله. وختم البابا عظته بالقول لنرفع صلاتنا في هذه الذبيحة الإلهيّة من أجل المعلمين والملافنة الذين يعلّمون شعب الله لكي لا ينغلقوا على أنفسهم ويحاوروا فيخلصوا من غضب الله الذي سيحل عليهم إذا لم يغيّروا مواقفهم.       








All the contents on this site are copyrighted ©.