الكاردينال جون نجو يحث الكينيين على البحث عن روح الوحدة

ما يزال المجتمع الكيني يسعى إلى لملمة جراحه بعد مضي قرابة الأسبوعين على الهجوم الإرهابي المروع الذي وقع في جامعة غاريسا وأسفر عن مصرع مائة وثمانية وأربعين شخصا معظمهم من المسيحيين. فقد أصدر رئيس أساقفة العاصمة نيروبي الكاردينال جون نجو، إعلانا حثّ من خلاله المواطنين الكينيين كافة على البحث عن روح الوحدة. في هذا الإعلان الذي حصلت هيئة مساعدة الكنيسة المحتاجة على نسخة منه لم يُخف الكاردينال نجو قلقه حيال ظاهرة "تجذّر" العديد من الشبان الكينيين في مجتمع اليوم والذين يُحرَّضون على ارتكاب الجرائم والمجازر بحق مواطنيهم وشركائهم في الوطن.

وجاءت هذه الكلمات في إشارة واضحة إلى إلقاء القبض على خمسة مواطنين كينيين من بين المشتبه بتورطهم في الاعتداء الذي تحمّلت مسؤوليته جماعة الشباب الإسلامية الراديكالية والناشطة في الصومال. وأكدت مصادر المحققين أن المواطنين الكينيين الموقوفين سهلوا عمل الإرهابيين وقاموا بمدهم بالسلاح.

كتب رئيس أساقفة نيروبي في الإعلان الذي وقّع عليه لأيام قليلة خلت "إنه من المؤسف أن بعض الإرهابيين يعيشون في وسطنا دون أن يتم الإبلاغ عنهم للأجهزة المختصة". وتضمنت الوثيقةُ دعوة لجميع القادة الدينيين في البلد الأفريقي كي يتوقفوا عن زرع بذور الحقد تجاه الأشخاص الذين لا ينتمون إلى ديانتهم. كما حثّ نيافته أيضا السلطات الكينية على وضع إستراتيجيات تنموية طارئة تُعنى بالمدارس والجامعات وتساءل "ما هو مدى استعدادنا لمواجهة العمليات الإرهابية؟"

من جهته تحدث الأسقف الكاثوليكي المعاون على أبرشية غاريسا المطران جوزيف أليساندرو عن أجواء الخوف التي يعيشها المسيحيون المحليون واصفا الوضع بالمتوتر للغاية. وتحدث عن وجود علاقات طيبة تربط الكهنة الكاثوليك بالأئمة ورجال الدين المسلمين، لافتا إلى أن وفدا دينيا مسلما توجه إلى مقر الأبرشية لمناسبة عيد الفصح للتعبير عن تضامنه مع المسيحيين، ذلك فضلا عن وجود مبادرات مشتركة عدة تُنظم بين المسيحيين والمسلمين على الصعيد الوطني.

تجدر الإشارة أخيرا إلى أن المسيحيين يشكلون نسبة خمسة وثمانين بالمائة من مجموع عدد سكان كينيا البالغ خمسة وأربعين مليون نسمة فيما تصل نسبة المسلمين إلى عشرة بالمائة بيد أن المناطق الشرقية المتاخمة للحدود مع الصومال ـ وحيث توجد غاريسا ـ تضم أكثرية مسلمة. وقد شكلت المنطقة تربة خصبة لعمليات التجنيد من قبل ميليشيات الشباب الصومالية والتي سبق أن شنت هجمات ضد المسيحيين في كينيا.