2015-04-14 13:48:00

البابا فرنسيس: التناغم والفقر والصبر ميزات الولادة الجديدة من الروح القدس!


"الجماعة التي تولد مجدّدًا من الروح القدس تبحث عن التناغم وهي صبورة في الألم" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وحذّر المؤمنين من عد إدّخار الكنوز والغنى لأنفسهم بل أن يضعوها في خدمة المحتاجين كما كانت تفعل الجماعة الأولى التي كان يقودها الرسل.

ما هي الثمار التي يحملها الروح القدس في جماعة معيّنة؟ استهل الأب الأقدس عظته بهذا السؤال انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من أعمال الرسل والتي تخبرنا عن حياة الجماعة المسيحية الأولى وقال هناك علامتان للولادة الجديدة في الجماعة. الأولى وهي التناغم. فالجماعة التي تولد مجدّدًا من الروح القدس تتميّز بنعمة الوحدة والتناغم. وحده الروح القدس هو الذي يمنح التناغم، لأنه التناغم بين الآب والابن، إنه العطيّة التي تصنع التناغم. أما العلامة الثانية فهي الخير العام أي كما نقرأ في أعمال الرسل: "لَم يَكُنْ فيهمِ مُحتاج، لأَنَّ كُلَّ مَن يَملِكُ الحُقولَ أَوِ البُيوتَ كانَ يَبيعُها، ويأتي بِثَمنِ المَبيع، فيُلْقيهِ عِندَ أَقدامِ الرُّسُل. فيُعْطى كُلٌّ مِنهم على قَدْرِ احتِياجِه"، لقد كان كل شيء في خدمة الجماعة، لقد كان بينهم بعض الأغنياء أيضًا ولكنّهم كانوا يضعون كنوزهم في خدمة الجماعة. هاتان العلامتان تميّزان الجماعة التي تعيش في الروح القدس.

تابع الحبر الأعظم يقول: ولكن يخبرنا كتاب أعمال الرسل أنه بالرغم من هذا التناغم فقد دخلت المشاكل أيضًا في هذه الجماعة على سبيل المثال ما فعله حننيا وسفيرة عندما حاولا الاحتيال على الجماعة، فقد دخلا الجماعة بحجة المساعدة ولكنهما كانا يستغلان الكنيسة من أجل مصالحهما، ومن ثم بدأت الاضطهادات والتي كان يسوع قد أعلنها لتلاميذه في الطوبى الأخيرة من إنجيل القديس متى: "طوبى لكم إذا عيروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كل كلمة سوء من أجلي فافرحوا وابتهجوا لأنَّ أجركم في السماء عظيم... فيسوع يعد تلاميذه بالاضطهاد ولكنه يعدهم أيضًا بالسلام والوفرة قائلاً: "ستنالون أيضًا مئة ضعف مع الاضطهادات..."

في الجماعة الأولى تابع البابا فرنسيس يقول، نجد الفقر والخير العام والمشاكل أيضًا داخل الجماعة وخارجها: داخل الجماعة كما حصل مع حننيا وسفيرة وخارج الجماعة أي الاضطهادات. لكن القديس بطرس يدعو الجماعة كي لا تتعجّب لأن هذه الاضطهادات هي كالنار الذي ينقي الذهب، والجماعة التي تولد مجدّدًا من الروح القدس تُنقى في وسط الصعوبات والاضطهادات. هناك إذًا علامة ثالثة تميّز الجماعة المولودة مجدّدًا: "الصبر في الاحتمال: في احتمال المشاكل والصعوبات والكلام السيئ والأمراض وألم فقدان الأحباء. فالجماعة المسيحية تُظهر أنها مولودة من مجدّدًا من الروح القدس عندما تبحث عن التناغم لا عن الانقسامات؛ عندما تبحث عن الفقر ولا عن إدّخار الكنوز والغنى؛ وعندما تصبر وتحتمل الصعوبات والآلام على مثال يسوع.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول في هذا الأسبوع الثاني من زمن الفصح الذي نحتفل خلاله بالأسرار الفصحيّة سيفيدنا جدًّا أن نتأمل بجماعاتنا ونطلب نعمة التناغم والوحدة المتناغمة – فالتناغم هو عطيّة الروح القدس – وأن نطلب نعمة الفقر – لا البؤس! وماذا يعني هذا الأمر؟ أي أن أعرف كيف أتصرف بما أملكه بسخاء وبما يناسب الخير العام – وأن نطلب نعمة الصبر. ليساعدنا الرب لنفهم بأننا مع جماعاتنا وبواسطة العماد قد نلنا جميعًا هذه النعمة، نعمة الولادة الجديدة من الروح القدس.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.