2015-04-11 14:52:00

البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في المؤتمر الدولي للمُنشّئين في الحياة المكرّسة


استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر هذا السبت المشاركين في مؤتمر دوليّ للمُنشّئين في الحياة المكرّسة تحت عنوان "العيش في المسيح بحسب حياة الإنجيل" ينظّمه مجمع معاهد الحياة المكرسة ومجتمعات الحياة الرسولية في الفاتيكان، وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال: لقد أردت أن ألتقي بكم لما تمثّلونه كمربين ومنشّئين ولأنني أرى من خلال كل واحد منكم شبابكم وشبابنا، روّاد حاضر يعاش بشغف وصانعي مستقبل يحرِّكه الرجاء؛ شباب، تدفعهم محبة الله، ويبحثون في الكنيسة عن دروب لقبوله في حياتهم.

تابع الأب الأقدس يقول: لدى رؤية عددكم الكبير هذا لا يمكن للمرء أن يقول أن هناك أزمة دعوات، ولكن في الواقع هناك بلا شكّ نقص في الكميّة وهذا ما يجعل مهمّة التنشئة أكثر إلحاحًا، تنشئة تطبع في قلوب الشباب قلب يسوع لكي يكون فيهم أيضًا المشاعر التي في المسيح يسوع (راجع فيليبي 2، 5). وأنا مُقتنع بأنه لا وجود لأزمة دعوات حيث يوجد مكرسون يقدرون من خلال شهادتهم أن ينقلوا جمال التكرُّس. هذا ما أنتم مدعوون إليه أعزّائي المُنشّئين. هذه هي خدمتكم ورسالتكم. لستم معلّمين فقط، وإنما أنتم بالأخصّ شهود لإتباع المسيح بحسب مواهبكم. وهذا الأمر يمكن تحقيقه إذا اكتشفنا يوميًّا فرح أن نكون تلاميذًا ليسوع. من هنا أيضًا تأتي ضرورة الاهتمام بدعوتكم الشخصيّة انطلاقًا من الصداقة القويّة مع المعلّم الوحيد.

أضاف الحبر الأعظم يقول جميلة هي الحياة المكرّسة، إنها أحد كنوز الكنيسة الثمينة المتجذّرة في دعوة العماد. ما أجمل إذًا أن نكون مُنشّئين لأنه امتياز لنا أن نشارك في عمل الآب الذي يطبع قلب الابن في الذين دعاهم الروح القدس. قد نشعر أحيانًا بهذه الخدمة كثقل يُبعدنا عمّا هو أهم. لكن هذا الأمر هو مجرّد تجربة. الرسالة مُهمّة نعم، ولكنها توازي في الأهميّة التنشئة على الرسالة والشغف في الإعلان والذهاب إلى كل الضواحي لنحمل للجميع محبة يسوع المسيح خصوصًا للبعيدين فنحدّث الصغار والفقراء عنه ونسمح لهم بأن يبشروننا بدورهم. هذا كلّه يتطلّب أُسسًا ثابتة وبنية مسيحية للشخصية غالبًا لا تعرف عائلات اليوم كيف تعطيها وهذا الأمر يزيد من مسؤوليتكم.

تابع البابا فرنسيس يقول إن إحدى ميزات المُنشِّئ هي التحلّي بمحبّة كبيرة للشباب ليطبع فيهم قلوبًا كبيرة قادرة على قبول الجميع، قلوبًا غنيّة بالرحمة ومليئة بالحنان. أنتم لستم فقط أصدقاء ورفاق الذين أوكلوا إليكم في الحياة المكرسّة، بل آباء وأمهات حقيقيّين قادرين على طلب الكثير ومنحه. هذا الأمر ممكن فقط بواسطة الحب، حبُّ الآباء والأمهات. ليس صحيحًا أن شباب اليوم هم ما دون المستوى المطلوب وغير أسخياء؛ لكنّهم بحاجة لأن يختبروا بأن "السَّعادَةُ في العَطاءِ أَعظَمُ مِنها في الأَخْذ" (أعمال 20، 35)، وبأن هناك حريّة كبيرة في حياة مُطيعة، وخصوبة كبيرة في قلب بتول، وغنى كبير في عدم امتلاك شيء. من هنا ضرورة أن نهتم بمحبّة بمسيرة كل فرد ونكون متطلّبين بأسلوب إنجيليّ في كلّ مرحلة من مسيرة التنشئة، بدء من تمييز الدعوة لكي لا تؤدي أزمة نقص الدعوات إلى أزمة في النوعيّة أشد خطورة. لذلك تشكل التنشئة الأولى الخطوة الأولى في مسيرة تدوم مدى الحياة، تتم فيها تنشئة الشاب على الحريّة المتواضعة والسماح لله الآب بأن يربّيه في كل يوم ومرحلة من حياته على الرسالة والأخوّة، وعلى العمل والتأمُّل.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أشكركم أيها المنشئون والمنشئات الأعزاء، على خدمتكم المتواضعة والمتنبّهة، على الوقت الذي تكرسونه للإصغاء والمرافقة والاهتمام بكل شاب من شبابكم. لا يجب أن توفّروا أي وقت أو جهد في هذه الرسالة، ولا يجب عليكم أن تفقدوا الشجاعة عندما لا تتناسب النتائج مع التطلّعات. إذ يمكن للفشل أيضًا أن يُعزز مسيرة التنشئة المستمرّة للمُنشِّئ. وإذا شعرتم مرّة بأن عملكم لا يُقدّر بشكل كافٍ، فأعلموا أن يسوع يرافقكم بمحبة والكنيسة بأسرها ممتنّة لكم. وأضاف البابا يقول: أتمنى لكم أن تعيشوا بفرح وامتنان هذه الخدمة، متيقنين أنه ما من شيء أجمل في الحياة من انتماء القلب لله إلى الأبد وبذل الحياة في خدمة الإخوة.          

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.