2015-04-08 12:59:00

في مقابلته العامة البابا فرنسيس يتحدث عن معاناة الأطفال


أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: في تعاليمنا حول العائلة نختتم اليوم تأملنا حول الأطفال، الثمرة الأجمل للبركة التي أعطاها الخالق للرجل والمرأة. لقد تحدثنا عن العطية الكبيرة التي يشكلها الأطفال أما اليوم وللأسف سنتحدث عن "قصص الآلام" التي يعيشها العديد منهم.

تابع الأب الأقدس يقول: هناك العديد من الأطفال الذين يُرفضون منذ البدء، يتركون ويُحرمون من طفولتهم ومستقبلهم. وهناك أيضًا من يجرؤ على القول، ليبرر نفسه، بأن ولادتهم كانت مجرد غلطة. إنه أمر مخزٍ! لا نُحمِّلنَّ الأطفال ذنوبنا! الأطفال ليسوا أبدًا "غلطة". جوعهم ليس غلطة، وكذلك فقرهم وهشاشتهم، لا بل إنها أسباب لنحبهم أكثر وبسخاء أكبر.

أضاف الحبر الأعظم يقول إن الذين لديهم واجب الحكم والتربية، لا بل أقول نحن الكبار جميعنا مسؤولون عن الأطفال وينبغي على كل منا أن يفعل ما بوسعه لتغيير هذه الحالة. كل طفل مهمّش ومتروك يعيش في الشارع يستعطي، بدون دراسة وعناية طبيّة هو صرخة ترتفع إلى الله وتدين النظام الذي بنيناه. وللأسف فإن هؤلاء الأطفال هم فريسة المجرمين الذين يستغلّونهم لتجارات مخزية، أو يدربونهم على الحرب والعنف. ولكن حتى في البلدان الغنية يعيش العديد من الأطفال مأساة تطبعهم بشكل قوي بسبب أزمة العائلة والفراغات التربويّة وظروف الحياة اللا-إنسانيّة أحيانًا. وفي جميع الأحوال إنها طفولة منتهكة في الجسد والنفس. لكن الآب الذي في السموات لا ينسى واحدًا من هؤلاء الأطفال! ولا تذهب دمعة من دموعهم سدى!

تابع البابا فرنسيس يقول لقد أنّب يسوع تلاميذه مرّة لأنهم يبعدون الأطفال الذين كانوا والديهم يحملونهم إليه ليباركهم. إنها رواية إنجيليّة مؤثرة: "وأَتَوه بِأَطفالٍ لِيَضَعَ يَدَيهِ علَيهِم ويُصلِّي، فَانتَهَرهُمُ التَّلاميذ. فقالَ يسوع: "دَعوا الأَطفال، لا تَمنَعوهم أَن يَأتوا إِليَّ، فإِنَّ لأَمثالِ هؤُلاءِ مَلكوتَ السَّمَوات". ثُُمَّ وَضَعَ يدَيهِ عَليهِم ومَضى في طريقِه" (متى 19، 13- 15). ما أجمل ثقة الأهل هذه، وجواب يسوع هذا! كم أرغب بأن تصبح هذه الصفحة القصة الطبيعيّة لجميع الأطفال! صحيح أنه بفضل الله غالبًا ما يجد الأطفال الذين يعانون مشاكل خطيرة أهلاً رائعين، مستعدين لكل تضحية وبذل. لكن لا يجب أن يترك هؤلاء الأهل وحدهم! ينبغي علينا أن نرافق تعبهم ونقدّم لهم لحظات فرح متقاسم وابتهاج خال من الهمّ لكي لا يُأخذوا فقط في رتابة العلاج والدواء. فعندما يتعلّق الأمر بالأطفال، لا يجب أن تُسمع صيغ الدفاع القانوني، على سبيل المثال: "لسنا مؤسسة خيرية" أو "نتأسّف لا يمكننا أن نفعل شيئًا إزاء هذا الأمر".

أضاف الأب الأقدس يقول غالبًا ما تقع على عاتق الأطفال تبعات حياة تتآكل بسبب عمل غير ثابت وأجر عمل غير لائق ودوامات عمل لا تُحتمل... لكن الأطفال يدفعون أيضًا ثمن زيجات غير ناضجة وانفصالات غير مسؤولة؛ يعانون أيضًا بسبب نتائج ثقافة الحقوق الذاتية المفرطة ويصبحون بعدها أبناءً سابقين لأوانهم. غالبًا ما يتعرضون لعنف ليسوا قادرين على التخلص منه وتحت نظر الكبار يجبرون على الاعتياد على التقهقر. في زمننا كما في الماضي، تضع الكنيسة أمومتها في خدمة الأطفال وعائلاتهم. فتحمل لأهل وأبناء عالمنا هذا بركة الله وحنان الأمومة، التوبيخ الحازم والإدانة القاطعة. وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول: ليحاسب الرب حياتنا بالإصغاء إلى ما يقولونه له ملائكة الأطفال، ملائكة " يُشاهِدونَ أَبَداً وَجهَ الآب الَّذي في السَّمَوات" (راجع متى 18، 10). ولنسأل أنفسنا على الدوام: ماذا سيخبر ملائكة الأطفال هؤلاء الله عنا؟ 








All the contents on this site are copyrighted ©.