2015-04-08 11:33:00

زيناري: المسيحيون وغير المسيحيين في سورية يقدرون مواقف البابا


على أثر النداء الجديد الذي أطلقه البابا فرنسيس لصالح المسيحيين المضطهدين حول العالم قبل تلاوته صلاة "افرحي يا ملكة السماء" ظهر الاثنين الماضي، أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع السفير البابوي في دمشق المطران ماريو زيناري في وقت ما تزال تشهد فيه سورية تطورات خطيرة في ظل الحرب الأهلية التي تشهدها منذ أكثر من أربع سنوات. وقد توجه الدبلوماسي الفاتيكاني إلى مدينة حمص يوم أمس الثلاثاء حيث شارك في القداس الذي أقيم على نية الكاهن اليسوعي الهولندي فرانس فان دير لوغت الذي قُتل في السابع من أبريل نيسان من العام الماضي. ولفت سيادته إلى أن الكاهن الهولندي الراحل قرر البقاء إلى جانب أهالي حمص التي ظّلت تحت الحصار لمدة سنتين وقُتل قبل شهر على فك الحصار وتحرير المدينة.

وقال المطران زيناري إنه التقى قبل الاحتفال بالقداس بعدد كبير من العائلات والشبان القادمين من مختلف أنحاء سورية والذين كانوا يكنون تقديرا واحتراما كبيرين للكاهن فرانس، مع أنهم مسيحيون ومسلمون. وأوضح زيناري أن الرحلة من دمشق إلى حمص استغرقت ساعتين تقريبا مشيرا إلى أنه فكّر خلال سفره هذا بالعديد من المسيحيين الذين يحبون وطنهم وقرروا البقاء فيه وتسلحوا بالأمل بالمستقبل. وأكد أن سورية تعيش اليوم مأساة كبيرة نظرا لوجود العديد من الأشخاص الأبرياء الذين يتألمون ويُقتلون كما حصل مع الكاهن اليسوعي الراحل، لكن من الأهمية بمكان أن تُزرع بذور الطيبة واللاعنف واحترام الكرامة البشرية كي يأتي فعلا الربيع العربي المنشود.

وفي رد على سؤال بشأن نداءات البابا الأخيرة لصالح المسيحيين المضطهدين حول العالم لاسيما في سورية والعراق قال السفير البابوي في دمشق إن المسيحيين وغير المسيحيين يقدرون مواقف البابا، معتبرا أن الجماعة الدولية مسؤولة عن توفير الحماية لتلك الأقليات التي تتعرض أحيانا لأعمال عنف وحشية. وقال إن هذا هو واجب الجماعة الدولية وقد أحسن البابا بالتذكير به، وهو أمر شكل مصدر تشجيع للمسيحيين في سورية. ولفت إلى أن البابا تحدث للمرة الأولى يوم عيد الميلاد عن "سورية الحبيبة" وهذه العبارة تركت وقعها على المواطنين السوريين، من مسيحيين وغير مسيحيين.

وفي ختام حديثه لإذاعتنا قال الدبلوماسي الفاتيكاني إن الكنائس في دمشق وباقي المناطق السورية غصّت بالمؤمنين خلال الاحتفالات الدينية لمناسبة أسبوع الآلام وعيد الفصح. وأكد أن الإيمان والصلاة يشكلان مصدر قوة عاتية ضد الخوف والقلق من المستقبل، لاسيما بالنسبة للمسيحيين. ولفت إلى أن المواطنين السوريين، المسيحيين وغير المسيحيين يسيرون اليوم في درب الجلجلة ويتساءلون ما إذا كانوا قد اقتربوا من المرحلة الأخيرة السابقة للقيامة.








All the contents on this site are copyrighted ©.