2015-04-06 12:25:00

البابا يتلو صلاة "افرحي يا ملكة السماء" ويتذكر المسيحيين المضطهدين


تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم، لمناسبة اثنين الفصح، صلاة "افرحي يا ملكة السماء" مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا إن الإنجيل يحدّثنا اليوم عن المرأتين اللتين توجهتا إلى قبر يسوع ووجدتاه فارغا، فشاهدتا ملاكا أخبرهما أنه قام من الموت. وفيما توجهتا مسرعتين لتحملا البشرى إلى التلاميذ التقتا بيسوع نفسه الذي قال لهما: "اذهبا فقولا لأخوتي يمضوا إلى الجليل فهناك يرونني" (متى 28، 10).

بعدها لفت البابا إلى أن الجليل تُعتبر "الضاحية" حيث بدأ يسوع رسالته التبشيرية. ومن هناك سينطلق مجددا إنجيل القيامة لكي يُعلن على الجميع، ويتمكن كل واحد من الالتقاء بالقائم من الموت الحاضر والفاعل في التاريخ. ثم أكد البابا أن الرب موجود معنا اليوم في هذه الساحة مضيفا أن هذا هو الإعلان الذي تكرره الكنيسة منذ اليوم الأول "المسيح قام"، وهذا ما نفعله نحن أيضا منتقلين من الموت إلى الحياة من عبودية الخطية إلى حرية المحبة. وهذا هو الخبر السار الذي ينبغي أن نحمله إلى الآخرين في كل بيئة، يحرّكنا الروح القدس.

هذا ثم شدد البابا فرنسيس على أن الإيمان بقيامة يسوع والرجاء الذي حمله لنا هما الهبة الأجمل التي يمكن لا بل يجب أن يقدمها المسيحي للأخوة. وينبغي ألا يكل من تكرار عبارة "المسيح قام"! ودعا البابا الحاضرين في الساحة لأن يقولوا "المسيح قام" وقال: لا بد من تكرار هذه العبارة بالقول ومن خلال شهادة حياتنا، ويجب أن تتجلى بشرى القيامة السارة من خلال وجهنا وفي مشاعرنا ومواقفنا والطريقة التي نعامل بها الآخرين. وتابع البابا مؤكدا أننا نعلن قيامة المسيح عندما يضيء نوره اللحظات القاتمة في حياتنا ونتقاسمه مع الآخرين، عندما نعرف كيف نبتسم مع المبتسمين ونبكي مع الباكين، عندما نسير إلى جانب المحزونين ومن فقدوا الرجاء وعندما نتحدث عن خبرة إيماننا مع الأشخاص الباحثين عن السعادة وعن معنى لحياتهم وهكذا نقول "المسيح قام".

هذا ثم لفت البابا في كلمته قبل تلاوة صلاة "افرحي يا ملكة السماء" إلى أن الفصح هو الحدث الذي حمل تجددا جذريا لكل كائن بشري وللتاريخ والعالم. وقال: "إنه انتصار الحياة على الموت، ولنترك القيامة تبدّل وجودنا". بعدها تطرق البابا أيضا إلى الصلاة التي تُرفع إلى العذراء مريم في هذه المناسبة لافتا إلى أن الطفل الذي حملته في أحشائها قام من الموت وأكد في هذا السياق أن فرحنا هو انعكاس لفرح مريم لأنها حفظت بإيمان الأحداث التي عاشها يسوع.

بعد تلاوة صلاة "افرحي يا ملكة السماء" وجه البابا تحياته المفعمة بالمودة إلى وفود الحجاج والمؤمنين الحاضرين في الساحة الفاتيكانية والقادمين من إيطاليا وأنحاء العالم كافة خاصا بالذكر وفد "حركة شالوم" الملتزمة في توعية الرأي العام على آفة الاضطهاد التي يعاني منها المسيحيون في أنحاء العالم كافة. وحث الجميع على متابعة المسيرة الروحية، مسيرة الصلاة والعمل الملموس في مجال الدفاع عن أخوتنا وأخواتنا المضطهدين، الذين يُبعدون وتُقطع رؤوسهم ويُقتلون لمجرد كونهم مسيحيين. إنهم شهداؤنا اليوم، إنهم كثيرون، بل أكثر من شهداء العصور الأولى. وقال البابا: أتمنى ألا تلتزم الجماعة الدولية الصمت وتقف موقف المتفرج إزاء هذه الجريمة غير المقبولة التي تشكل انتهاكا مقلقا لحقوق الإنسان الأساسية. أتمنى ألا يوجه المجتمع الدولي نظره إلى الناحية الأخرى. في الختام تمنى البابا فرنسيس للجميع فصحا مجيدا بعد أن ذكّر المؤمنين بضرورة قراءة الإنجيل يوميا! 








All the contents on this site are copyrighted ©.