2015-04-02 12:53:00

رسالة البطريرك الماروني إلى الكهنة في خميس الأسرار


وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وككل سنة، رسالة للكهنة في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار احتفالا بخميس الأسرار وقد استهلها بالقول: الغاية من الرسالة تأكيد محبّتي لكم، ولكل واحد منكم بصفتي أبًا ورأسًا لكنيستنا الإنطاكية السريانية المارونية، وشدُّ روابط الشركة بين الجسم الأسقفيّ والجسم الكهنوتيّ، وبين شعبنا ورعاته، على أساس الشركة العميقة التي نعيشها اتحادًا كاملاً مع الله الواحد والثالوث. وأودّ أن يكون موضوع الرسالة "الخدمة الكهنوتيّة" انطلاقًا من مَثَل حياة الكاهن الأسمى يسوع المسيح: "أنا بينكم كالخادم".

وممّا جاء في نص الرسالة نقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية "الكهنوت كنز نحمله نحن في آنية من خزَف، أمَّا قدرته الفائقة فهي من الله لا منَّا، وقد أُعطينَاهُ من أجل خِدمة جسد المسيح، فينمو في كلّ شيء للذي هو الرأس: "به يتماسكُ الجسدُ كلُّه، ويلتحمُ بفضلِ جميعِ المفاصلِ التي تقومُ بحاجتِه، حتّى إذا قامَ كلُّ جزءٍ بعملهِ الخاصِّ به، نَمَا الجسدُ كلُّه وتكاملَ بُنيانُه بالمحبة". وأضاف البطريرك الراعي: "كهنوتنا مجّانيّ نابع من سخاء قلب المسيح وحبّه الأعظم، ولا يُقاس بثمن. وهو يدعونا لنمارسَه بسخاء، وحبٍّ، ومن دون حساب شخصيّ أو مادّي. فكونوا أسخياء في خدمتكم حتى الجود بالنفس، واعلموا أن فرح خدمتنا يكمنُ في البِرّ الذي دُعينا لنتمّمه. الخدمة بسخاء العطاء تُولِّد فينا الفرح المتأتّي من أنّ الربّ المسيح يرانا من دون أن نراه. تقوم الحياة النابضة في الكنيسة على التبشير بالإنجيل والعمل الإرسالي، حتى ليمكن القول إنَّ الرئة التي تتنفّس منها الكنيسة هي الكرازة.

لقد اختار الجميع الثبات في الإيمان، وشهدوا للملأ أنّ الربّ يسوع، لا يزال يستحقّ، في الألف الثالث، أن نتركَ، من أجله، كل شيء. ثبّّتوا إخوتَكم!... وأضاف البطريرك الماروني في رسالته إلى الكهنة: تذكّروا وصيّة بطرس الرسول: "اِرعَوا رعيَّةَ اللهِ التي أُقمتم عليها، لا قسرًا، بل عن رضى، بحسبِ شريعةِ الله، لا طمعًا في مكسبٍ خسيس، بل عن بَذْلِ ذات، لا كمتسلِّطينَ على نصيبٍ خاص، بل كمن يكونُ مِثالاً للرّعية؛ ومتى ظهرَ راعي الرعاة تنالون إكليل المجد الذي لا يذوي". لا تَفقدوا الرؤية وقوّة الرجاء. فعندما يتلبَّد الأفق، يُنظَرُ إليكم. إنّ ضميركم المستنير بكلام الله، يرى الحقيقة ويُميِّزها، ويسير نحوها بخطى واثقة، والخراف تتبعكم، لأنَّكم رعاة صالحون، فلا تَخافواإلى حماية أمّنا وسيدتنا مريم العذراء، سلطانة الرّسل وأمّ الكهنة، نكِل كهنوتنا، فيما نجدّد، حول أساقفة أبرشيّاتنا، أمام القربان، في يوم خميس الأسرار، عَهدَنا الكهنوتيّ الذي قطعناه يوم رسامتنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.