2015-04-02 12:00:00

رئيس الأساقفة تومازي يقول: إن قتل الأشخاص باسم الله ليس دينا


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي مداخلة أمام المشاركين في أعمال الدورة الخاصة الثالثة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان حول الأوضاع الإنسانية في نيجيريا في ظل تهديد جماعة بوكو حرام الإسلامية. أكد سيادته أن ما تمارسه هذه الجماعة من عنف واضطهاد وقتل في نيجيريا وكاميرون وبنين وتشاد ونيجر يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، ويرتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ما يتطلب تدخلا طارئا وفاعلا من قبل الدول المعنية كما يتحاج الأمر إلى تعاضد الجماعة الدولية. وأكد تومازي أننا نشهد حاليا انتشار نوع وحشي من التطرف المستوحى من أيديولوجية تسعى إلى تبرير أفعالها مستخدمة اسم الدين. وإزاء إعلان جماعة بوكو حرام عن ولائها لتنظيم الدولة الإسلامية لا يسعنا إلا أن نلحظ أن هذه الجماعات المتطرفة تتفشى كداء السرطان وتجتذب مقاتلين أجانب للقتال في صفوفها.

وفيما يتعلق بالوضع في نيجيريا سلط المسؤول الفاتيكاني الضوء على المشاكل التي يعاني منها أصلا البلد الأفريقي، ومن بينها ظاهرة التطرف المرتكز إلى أسس عرقية واجتماعية ودينية. وقال إن العديد من النيجيريين قُتلوا وجُرحوا وشُوهوا وخُطفوا وحرموا من كل شيء: حرموا من أحبائهم، ومن أرضهم ومن كرامتهم وحقوقهم. ولفت رئيس الأساقفة تومازي إلى أن المسؤولين عن هذه الجرائم المرتكبة على يد بوكو حرام يفلتون من العقاب، وقد ازدادت حدة الهجمات خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. وكان البابا فرنسيس قد تطرق إلى المأساة التي تعاني منها نيجيريا على يد المتطرفين.

بعدها أكد مراقب الكرسي الرسولي أن الجرائم المرتكبة باسم الدين لا يمكن تبريرها على الإطلاق، وقال إن قتل الأشخاص باسم الله ليس دينا إنما استغلال للدين لدوافع أخرى لافتا إلى أن المؤمنين المسيحيين والمسلمين على حد سواء يعانون جراء العنف الممارس على يد أشخاص يدعون بأنهم متدينون لكنهم في الواقع يسيئون استخدام الدين ليجعلوا منه أيديولوجية لمصالحهم الخاصة. هذا ثم اعتبر سيادته أنه على الرغم من الجهود العسكرية الحثيثة التي تبذلها الحكومة النيجيرية من أجل احتواء ظاهرة الإرهاب هذه، فضلا عن التحالف الإقليمي الذي أبصر النور مؤخرا للقتال ضد بوكو حرام، يواصل المتطرفون ممارسة العنف مزعزعين الأمن في منطقة أفريقيا الغربية ما يعرض للخطر تلك البقعة من العالم.

وأكد أنه بغياب تدخل سريع وحازم ومشترك من قبل الحكومة النيجيرية والبلدان المجاورة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة سيتسمر تهديد العنف معرضا للخطر حياة الملايين من المدنيين في تلك المنطقة. واعتبر الدبلوماسي الفاتيكاني أنه آن الأوان كي تقدم الجماعة الدولية إسهامها من خلال وضع حد للعنف الذي حصد أرواح العديد من الضحايا لافتا إلى أن العالم لا يسعه أن يقف موقف المتفرج أمام هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي لأن هذا الأمر سيؤدي إلى توسع رقعة العنف. وختم رئيس الأساقفة تومازي مداخلته مؤكدا أن الكرسي الرسولي يشجع الجهود الدولية المشتركة الهادفة إلى التعامل مع هذه الأزمة كي لا تواصل جماعة بوكو حرام إستراتيجيتها التي تُلحق الآلام بالشعوب المحلية وتزيد من زعزعة الاستقرار في القارة الأفريقية.








All the contents on this site are copyrighted ©.