2015-03-28 12:31:00

أوزا: على العالم أن يحافظ على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة خلال جلسة من النقاش العام، عقدها مجلس الأمن الدولي يوم أمس الجمعة حول موضوع "ضحايا الهجمات والانتهاكات الممارسة على أسس عرقية ودينية في الشرق الأوسط". قال سيادته إن الكرسي الرسولي يود أن يعبّر عن امتنانه لمجلس الأمن على عقد هذا النقاش الهام نظرا لكونه ملحا وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار الضحايا التي حصدتها هذه الانتهاكات الجسيمة. وشدد على ضرورة أن يبذل المجتمع الدولي ما في وسعه من أجل الحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا، مؤكدا أن المسيحيين وأتباع الأقليات الأخرى في الشرق الأوسط يريدون أن يُسمع صوتهم داخل هذا المجلس وفي مختلف المحافل الدولية كي يستشعر العالم بألمهم ومخاوفهم حول مصيرهم في الشرق الأوسط وأبعد من حدود المنطقة.

ومن هذا المنطلق ـ تابع سيادته يقول ـ لا بد من الإقرار بوجود المشكلة والتنبه لمدى خطورتها، لافتا إلى المخاطر الكبيرة المحدقة بالأقليات في الشرق الأوسط ومن بينهم التركمان والشبك والأيزيديين والصائبيين والشيعة والسنة العرب والأكراد. وأكد الدبلوماسي الفاتيكاني أن هؤلاء يواجهون ضغوطا كبيرة وتُنتهك حقوقهم ويتعرضون للتعذيب والقتل وشتى أنواع الانتهاكات وذلك لمجرد انتمائهم الديني أو العرقي. هذا وأكد أن المسيحيين في الشرق الأوسط مستهدفون بنوع خاص، حيث يُقتلون ويُرغمون على النزوح عن ديارهم وبلدانهم. وقال: لقد شاهدنا المسيحيين الأشوريين الذين اختُطفوا في العراق على يد تنظيم الدولة الإسلامية، كما رأينا ما تعرض له المسيحيون الأقباط في ليبيا على يد مجموعات مرتبطة بتنظيم داعش بالإضافة إلى محاولة القضاء على الوجود المسيحي في الموصل.

ولفت مراقب الكرسي الرسولي إلى أن العراق كان يعد قرابة المليوني مسيحي لخمس وعشرين سنة خلت، أما اليوم فتشير المعطيات إلى وصول هذا العدد إلى الربع مذكرا بأن جماعات كثيرة من المسيحيين أُجبرت على النزوح عن ديارها، لاسيما في شمال العراق حيث لجأت إلى إقليم كردستان والدول أو المناطق المجاورة. وأكد رئيس الأساقفة أوزا أن الكرسي الرسولي يعبّر عن امتنانه الكبير للبلدان وقادة المنطقة الذين هبوا للدفاع عن المسيحيين كجزء أساسي من نسيج المنطقة الثقافي، الديني والتاريخي.

ولم تخل كلمة المسؤول الفاتيكاني من الإشارة إلى أن منطقة الشرق الأوسط شكلت مهد المسيحية، مشيرا إلى أن تواجدهم في المنطقة بدون انقطاع على مدى ألفي سنة يشهد على قرون طويلة من التعايش السلمي مع المسلمين وباقي الجماعات العرقية. وأكد سيادته أن تلك الجماعات المسيحية هي جزء أساسي من الهوية الثقافية والدينية للشرق الأوسط، بالتالي فإن زوالهم من المنطقة لن يكون مجرد مأساة دينية إنما خسارة كبيرة في الإرث الثقافي والديني الذي قدم إسهاما كبيرا للمجتمعات ومن هذا المنطلق يتعين على العالم كله أن يحافظ على الوجود المسيحي في المنطقة.

وإذ حثّ رئيس الأساقفة أوزا قادة العالم على التصرف قبل فوات الأوان عبّر عن امتنان الكرسي الرسولي الكبير لبلدان المنطقة وجميع الأطراف التي تعمل بلا كلل من أجل تقديم الدعم لحوالي مليونين ونصف مليون مهجر داخل العراق بالإضافة إلى اثني عشر مليون مواطن سوري يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، بينهم أربعة ملايين لاجئ وسبعة ملايين ونصف مليون مهجر داخلي. وختم مداخلته داعيا الجماعة الدولية إلى مساعدة البلدان المجاورة التي تقدم الدعم للاجئين، معتبرا أن المماطلة في التصرف تعني أن أشخاصا كثيرين سيُقتلون أو يُهجّرون أو يُضطهدون. 








All the contents on this site are copyrighted ©.