2015-03-26 14:46:00

البابا فرنسيس: ما أتعس المؤمن الذي لا يعرف كيف يفرح!


"إن الفرح لا ينبع من العقيدة الباردة وإنما من الإيمان والرجاء بلقاء يسوع. فما أتعس المؤمن الذي لا يعرف كيف يفرح!" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءات التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر التكوين ومن إنجيل القديس يوحنا ليتوقف في تأمّله الصباحي عند فرح إبراهيم الذي يبتهج بالرجاء لأنه سيصبح أبًا كما وعده الله، وقال لقد كان إبراهيم طاعنًا في السن وكذلك سارا زوجته ولكنه آمن بوعد الرب له وفتح قلبه على الرجاء ممتلئًا بالعزاء. وقد ذكّر يسوع الكتبة وعلماء الشريعة بهذا الأمر إذ قال لهم: "ابتهج أَبوكُم إِبراهيم راجِيًا أَن يَرى يَومي ورآهُ فَفَرِح". لقد كان يصعب على علماء الشريعة أن يفهموا هذا الأمر، لم يفهموا فرح الموعد، لم يفهموا فرح الرجاء، لم يفهموا فرح العهد. لم يعرفوا كيف يفرحون لأنهم فقدوا معنى الفرح الذي يأتي من الإيمان فقط. أما إبراهيم فقد ابتهج لأنه آمن، فهو قد تبرّر بالإيمان؛ أما هؤلاء فقد فقدوا الإيمان! كانوا علماء للشريعة ولكن بدون إيمان، لا بل فقدوا الشريعة أيضًا، لأن جوهر الشريعة هو المحبة: محبة الله ومحبة القريب.

تابع البابا فرنسيس يقول لقد كانوا يعيشون بحسب نظام شرائع محدّد وإنما بدون إيمان، يعيشون متعلّقين بحرفيّة الشريعة أصبحت مجرد قانون مبنيّ على أحكام قضائيّة: "هل يجوز دفع الجزية لقيصر؟ وتلك المرأة التي تزوجت سبع مرات من سيكون زوجها في القيامة؟... لقد كان عالمهم يتمحور حول هذه الأمور القضائيّة، عالم مجرّد، عالم بدون محبة وإيمان ورجاء، عالم بدون ثقة، عالم بدون الله ولذلك لم يكن باستطاعتهم أن يفرحوا!

أضاف الحبر الأعظم يقول: ربما كان بإمكان علماء الشريعة هؤلاء أن يتسلوا ولكن بدون فرح وبكثير من الخوف. هكذا تكون الحياة بدون إيمان بالله وبدون ثقة ورجاء به. فقلوبهم قد تحجّرت، وما أتعس المؤمن الذي لا يعرف كيف يفرح! فالفرح يغيب عندما يغيب الإيمان والرجاء وعندما تصبح الشريعة مجرّد وصفات للإتباع وعقائد عقيمة وباردة.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول إن فرح الإيمان، أي فرح الإنجيل هو معيار الإيمان في حياتنا، وبدون هذا الفرح لا يمكن للمرء أن يكون مؤمنًا حقيقيًّا. لنسأل الرب أن يمنحنا نعمة أن نبتهج بالرجاء ونعمة الفرح في رؤية يسوع يوم سنلتقي به.








All the contents on this site are copyrighted ©.