2015-03-23 13:32:00

البابا فرنسيس: حيث لا توجد الرحمة لا توجد العدالة أيضًا


"حيث لا توجد الرحمة لا توجد العدالة أيضًا وغالبًا ما يتألم شعب الله اليوم بسبب أحكام بلا رحمة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءات التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم ليتوقف في تأمّله عند ثلاث نساء وثلاثة قضاة: سوسنة، المرأة الخاطئة والأرملة الفقيرة والمعوزة وقال إن هذه النساء الثلاثة وبحسب بعض آباء الكنيسة ترمزن إلى الكنيسة: الكنيسة المقدسة، الكنيسة الخاطئة والكنيسة المعوزة. أما القضاة الثلاثة، تابع البابا يقول، فهم أشرار وفاسدون: نرى أولاً حكم الكتبة والفريسيّين الذين جاؤوا بالزانية إلى يسوع حاملين في قلوبهم فساد التحجّر، فقد كانوا يعتبرون أنفسهم أنقياء وأطهار لأنهم يطبّقون الشريعة بحرفيّتها.

تابع الحبر الأعظم يقول: هؤلاء لم يكونوا قديسين بل فاسدين! هم فاسدون لأن هذا التحجر يمكنه أن يسير قدمًا ويستمرّ فقط في حياة مزدوجة؛ وهؤلاء الذين أدانوا أولئك النسوة كانوا يبحثون عنهن في الخفاء بحثًا عن التسلية. المتحجرون هم - كما يصفهم يسوع - مراؤون ويعيشون حياة مزدوجة. ومن ثم هناك القاضيان الشيخان اللذان أدانا سوسنة لأنها لم تستسلم لهما وقاومتهما. هما قاضيان فاسقان ولديهما رذيلة فاسدة وهي في هذه الحالة رذيلة الشهوة، ويُقال أن هذه الرذيلة تصبح أشرس وأكثر شرًّا مع تقدّم السن. ومن ثم هناك القاضي الذي طلبت منه الأرملة الفقيرة أن يُنصفها وكان قاضيًا لا يخاف الله ولا يهاب إنسانًا ولم يكن يهمه أمر أحد، بل كان شخص يبحث عن مصلحته إنه فاسد جشع وامتيازات.

أضاف الأب الأقدس يقول: هؤلاء القضاة الفاسدين والمتحجرين لا يعرفون معنى الرحمة، لقد حملهم الفساد بعيدًا عن فهم الرحمة وعن كونهم رحماء. ويقول لنا الكتاب المقدس أن الرحمة هي في الحكم العادل. وهؤلاء النساء الثلاثة – القديسة والخاطئة والفقيرة، صورة الكنيسة – يتألّمن من غياب الرحمة هذا. واليوم أيضًا عندما يجد شعب الله هذا النوع من القضاة، يتألم بسبب الأحكام الخالية من الرحمة إن كان في الإطار المدني أو في الإطار الكنسي. فحيث لا توجد الرحمة لا توجد العدالة أيضًا. وكم من المرات عندما يقترب شعب الله ليطلب المغفرة يجد نفسه إزاء قضاة كهؤلاء؛ يجد الفاسدين القادرين على استغلاله وهذه إحدى الخطايا الأكثر خطورة، يجد الذين يبحثون عن مصالحهم ويحرمونه الرجاء، ويجدون المتحجّرين أيضًا الذين يحاكمون في التائبين ما يخفوه هم بأنفسهم. وهذا هو غياب الرحمة!

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول أريد أن أقول لكم إحدى أجمل الكلمات في الإنجيل والتي تؤثّر بي كثيرًا:"أما دانك أحد. فقالت لا أحد يا سيد فقال لها يسوع ولا أنا أدينك"، إنها إحدى أجمل الكلمات لأنها مليئة بالرحمة.            








All the contents on this site are copyrighted ©.