2015-03-21 13:36:00

البابا فرنسيس: انفتحوا على قوة يسوع القائم من الموت لتحملوا ثمار حياة جديدة


ترأس قداسة البابا فرنسيس ظهر السبت القداس الإلهي في ساحة بليبيشيتو في نابولي بحضور حشد كبير من المؤمنين وللمناسبة ألقى البابا عظة استهلها بالقول: يقدم لنا الإنجيل مشهدًا يدور في هيكل أورشليم في عيد المظال بعد ان أعلن يسوع نبوءة كبيرة مُظهرًا نفسه من خلالها ينبوع "الماء الحي"، أي الروح القدس (راجع يوحنا 7، 37- 39). تفاجأ الناس وبدؤوا يتحدّثون عنه فيما بينهم. قال بعضهم فرحًا: "هذا هو النبي حقًّا"، وقال غيرهم "هذا هو المسيح!" ولكن آخرين اعترضوا قائلين إن المسيح هو من نسل داود وإنه يأتي من بيت لحم؛ مؤكدين هكذا، بدون أن يعرفوا، هويّة يسوع.

تابع الأب الأقدس يقول إن كلمة الرب، أمس كما اليوم، تسبب على الدوام انقسامًا بين من يقبلها ومن يرفضها. وأحيانًا أيضًا خلافًا داخليًّا يتّقد في قلبنا، وهذا الأمر يحصل عندما نشعر بسحر وجمال وحقيقة كلمات يسوع، ولكننا نرفضها في الوقت عينه لأنها تجعلنا نُسائل أنفسنا والمحافظة عليها تتطلّب منا الكثير. وقد أتيت اليوم إلى نابولي لأعلن معكم أن يسوع هو الرب، وأنه ما من أحد يتكلّم مثله، وحده يملك كلمات الرحمة التي يمكنها أن تشفي جراح قلبنا. وحده يملك "كلام الحياة الأبديّة" (يوحنا 6، 68).

أضاف الحبر الأعظم يقول إن كلمة يسوع قويّة: لا تملك قوة العالم بل قوة الله القوي في التواضع والضعف. قوته هي قوة الحب: حب لا يعرف الحدود، حب يجعلنا نحب الآخرين قبل أن نحب أنفسنا. إن كلمة يسوع تريد أن تطالنا جميعًا، وبشكل خاص تريد أن تطال الذين يعيشون في الضواحي الوجوديّة ليجدوا فيه محور حياتهم ومصدر الرجاء. ونحن الذين نلنا نعمة الحصول على كلمة الحياة هذه، نحن مدعوون للانطلاق والخروج من حظائرنا بحماس رسولي لنحمل للجميع رحمة الله وحنانه وصداقته. فعندما تنفتح القلوب على الإنجيل، يبدأ العالم بالتغيّر وتنهض البشريّة! وإن قبلنا كلمة يسوع يوميًّا وعشناها، فسنقوم معه أيضًا.

تابع البابا فرنسيس يقول إن زمن الصوم الذي نعيشه خلال مسيرتنا نحو الفصح يرجّح في الكنيسة صدى هذه الرسالة: لكي تتّقد مجدّدًا في شعب الله بأسره شعلة الرجاء بالنهوض مجدّدًا مع المسيح مخلصنا؛ فيقبل كل منكم نعمة القيامة فتمتلئ نابولي برجاء المسيح الرب! أقوله لكم جميعًا: انفتحوا على قوة يسوع القائم من الموت لتحملوا ثمار حياة جديدة في هذه المدينة: ثمار مشاركة ومصالحة، خدمة وأخوّة.

يا أهل نابولي الأعزاء، لا تسمحوا لأحد بأن يسلبكم الرجاء! لا تستسلموا أمام تملقات الربح السهل والمكاسب الغشاشة. تعاملوا بحزم مع المنظمات التي تستغل وتفسد الشباب والفقراء والضعفاء بتجارة المخدرات والجرائم الأخرى. أُكرِّر اليوم كأخ وبتواضع للمجرمين وجميع شركائهم: توبوا إلى المحبة والعدالة! اسمحوا لرحمة الرب بأن تجدكم! تيقّنوا أن يسوع يبحث عنكم ليعانقكم ويقبّلكم ويحبّكم أكثر! بنعمة الله الذي يغفر كلّ شيء من الممكن أن تعودوا إلى حياة شريفة، هذا ما تسألكم إياه دموع أمهات نابولي ممزوجة بدموع العذراء مريم الأم السماويّة.

أضاف البابا يقول اليوم يبدأ فصل الربيع، والربيع يحمل الرجاء: إنه زمن الرجاء! هذا هو حاضر نابولي إنه زمن التحرّر لنابولي: هذه هي أمنيتي وصلاتي لمدينة تملك الكثير من الإمكانيات الروحية والثقافية والإنسانية، ولكنها تملك بشكل خاص قدرة كبيرة على الحب. يمكن لهذه المدينة أن تجد في رحمة المسيح – التي تجدّد كل شيء – القوة للمضي قدمًا برجاء وقوة من أجل العديد من العائلات والجماعات. وختم البابا فرنسيس عظته بالقول إن الله مصدر فرحنا ودليل رجائنا يعيش في مدننا. الله يعيش في نابولي! لتعضد نعمته وبركته مسيرتكم في الإيمان والمحبة والرجاء ولترافقكم العذراء مريم!








All the contents on this site are copyrighted ©.