2015-03-02 12:52:00

رسالة رعوية لمجلس أساقفة أفريقيا الشمالية بعنوان "خدام الرجاء"


لمناسبة لقائهم مع البابا فرنسيس، في إطار زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية، من الثاني وحتى السابع من الشهر الجاري، نشر أساقفة أفريقيا الشمالية رسالة رعوية بعنوان "خدام الرجاء: الكنيسة الكاثوليكية في المغرب العربي اليوم" تناولوا فيها مختلف الأوضاع التي تعيشها المنطقة. الأساقفة القادمون من الجزائر، ليبيا، المغرب وتونس، سلموا البابا فرنسيس نسخة من رسالتهم التي سلطوا فيها الضوء على أهم التبدلات التي شهدتها المنطقة بسبب ما عُرف بالربيع العربي، وتطرقوا أيضا إلى الأزمة الاقتصادية الأوروبية وارتفاع معدلات المهاجرين إلى أوروبا.

وفي هذا السياق أشار أساقفة أفريقيا الشمالية إلى ثلاثة تحديات رئيسة تواجه كنيستهم اليوم: التحدي الديني، المتمثل في إمكانية التعبير عن المعتقد الديني الخاص بكل إنسان في إطار الاحترام المتبادل؛ التحدي السياسي، أي تعزيز الحرية والتحدي الاجتماعي ـ الاقتصادي المرتبط بنوع خاص في تنمية المرأة وتنشئة الأجيال الفتية. من هذا المنطلق شددت الرسالة الرعوية على أهمية الحرية الدينية التي تُترجم قبل كل شيء بحرية الضمير، وتتطلب احترام الآخر وكرامته التي ينبغي أن تكون ركيزة الشرعية الخلقية لكل إجراء اجتماعي أو قضائي. كما دعا الأساقفة إلى توفير الحماية للأقليات الدينية، لأن هذا الأمر يشكل مؤشرا لنوعية العمليات الديمقراطية الجارية في بعض الدول.

فيما يتعلق بظاهرة الهجرة أكد أساقفة أفريقيا الشمالية أن منطقة المغرب العربي، وبعد أن كانت لسنوات طويلة نقطة عبور بين البلدان الأفريقية ما دون الصحراء وأوروبا باتت اليوم تميل لأن تصبح مكانا للهجرة. ولهذا السبب تمنى الأساقفة أن تُنتهج سياسات، في مجال الهجرة، ترمي إلى دمج المهاجرين في المجتمعات المضيفة من جهة والدفاع عن حقوق الإنسان من جهة أخرى. ولفتت الرسالة إلى وجود أعداد لا يُستخف بها من المسيحيين وسط المهاجرين مؤكدة أن الكنيسة تسعى إلى تلبية احتياجات المهاجرين عموما وتعمل على تعزيز الوعي وسط الرأي العام حيال هذه المسألة التي غالبا ما يتم التغاضي عنها ويتعامل معها الإعلام فقط لدى وقوع الأحداث المأساوية. ولم تخل الرسالة من الإشارة إلى الصعوبات التي يواجهها المهاجرون ضحايا شبكات الدعارة والاتجار بالمخدرات مشيرة إلى أن الجماعات المسيحية تعمل على مساعدة هؤلاء الأشخاص في استعادة الرجاء المرتكز إلى كرامة الشخص والمحبة والحقيقة.

هذا وتناولت الرسالة أيضا مسألة الحوار مع المسلمين مشددة على ضرورة أن تكون الكنيسة كنيسة اللقاء وتعيش دعوة الأخوّة مع الجميع، ولذا لا بد من قيام حوار حياة مع الأخوة والأخوات المسلمين، كما قال الأساقفة، حوار يكون بعيدا عن كل شكل من أشكال "الاقتناص" لأن هذا الأمر لا يحترم الضمائر وتعاليم يسوع، على حد تعبيرهم.  كما شددت الرسالة على أهمية الحوار المسكوني خصوصا وأن الانقسامات بين المسيحيين ما تزال تشكل عائقا أمام الشهادة للإنجيل وهي حواجز يمكن تخطيها واعتبر الأساقفة أن الأدوات الكفيلة ببلوغ الوحدة بمساعدة الروح القدس تكمن في التعارف والاحترام المتبادلين والصلاة المشتركة والبحث عما يساهم في تحقيق العدالة والسلام.








All the contents on this site are copyrighted ©.