2015-02-24 13:49:00

الأب سيكوندين: على محبة الله أن تشكّل محورًا لحياتنا


علينا أن ندخل "مدرسة الرحمة" كإيليا وأن نعيش على مثاله "حياة ضواحي": هذا هو الموضوع الذي تمحورت حوله عظات الأب برونو سيكوندين الكرملي في اليوم الأول من الرياضة الروحية التي يقيمها بمشاركة الأب الأقدس وأعضاء الـ "كوريا" الرومانية في بلدة أريتشا القريبة من روما لغاية السابع والعشرين من شباط فبراير الجاري.

استوحى الأب برونو سيكوندين تأمّله انطلاقًا من حياة النبي إيليا الذي يخبرنا عنها سفر الملوك الأول وطرح على المشاركين بعض الأسئلة لتساعدهم في القيام بفحص ضمير شخصيّ وحثّهم على "التعلّق بكلمة الله" والبحث عن هذا "الغنى الكبير" بالتتلمذ له والسماح له بأن يطبعنا فيعيشوا خبرة هذا الاختلاء كتناغم وغوص حقيقيّ وكامل، فتسكننا هذه الكلمة وتستحوذ علينا. تابع الأب سيكوندين تأمّله مقدّمًا قراءة راعوية وحكميّة انطلاقًا من حياة النبيّ إيليا وقال إنه لقاء وجهًا لوجه مع نبيّ يسير وليس لديه مقام ثابت، إنه رجل "يسير ليعمل" وبهذا الإطار يشكّل "رفيق سفر" رائع في العديد من الخبرات لاسيما خبرات التنقية الشخصيّة. بعدها سلّط الأب برونو سيكوندين الضوء في تأمله حول "جغرافيّة" رسالة النبيّ إيليا وقال بالرغم من "ضعفه وهشاشته" فهو يحملنا باستمرار إلى "الضواحي والحدود الجغرافيّة والوجوديّة" ويضعنا أمام "المشاكل الأكثر عمقًا".

لنتمكن من فهم رسالة هذا النبي العظيم بملئها، تابع الأب سيكوندين يقول، ينبغي علينا أن نضعها في إطارها التاريخي وأن نأخذ بعين الاعتبار انتماءه إلى بيئة دينيّة تقليديّة وفقيرة. وبالتالي يمكننا أن نفهم "غضبه" وردّة فعله القويّة على "الانحراف الديني والاجتماعي" الذي ولدته الأنظمة التجارية والعسكريّة الجديدة في إسرائيل أضف إلى ذلك دخول عبادات الآلهة الجدد التي ساهمت بدورها أيضًا في تضليل الشعب. وفي هذا الإطار من "الانحراف المتصاعد وفقدان الهويّة الدينية والأخلاقيّة" أصبح الله الحي صالحًا فقط "للأشخاص المتخلّفين"، ولذلك يمكننا أن نفهم ردّة فعل إيليا القاسية. في هذا الإطار بالذات كلّم الله إيليا وأمره بالانطلاق، إن إيليا في الواقع لا يأخذ مكان الله ولكنّه ينبغي عليه أن يسمح لكلمته أن تقوده، ينبغي عليه أن يُصغي ويطيع وأن يسمح لله بأن يكون إلهه. لقد أمر الله إيليا أن "يبتعد ويسير بعكس التيار ويختبر الوحدة" فيطهّر نفسه و"يجد جذوره مجدّدًا" أي "الدوافع لأمانته"، لقد كانت كلمة الله تقوده لعيش خبرات حقيقيّة وبالتالي فهو يذكرنا ومن خلال لقائه بأرملة صرفة صيدا بأنه بإمكان الفقراء أن يبشروننا.

تابع الأب سيكوندين تأمّله يقول إن الهدف هو أن نجعل محبة الله محورًا لحياتنا بدون أن نتلهى بالأمور الأخرى، فما يهمّ  فعلاً هو الثقة بالله الذي يحب الإنسان. ولذلك طلب الله من إيليا أن يترك مخططه الشخصي ويتعلّم الطاعة له ويسمح له بأن يقود حياته، ولكن علينا أن نتذكّر على الدوام أن الله يتكلم قليلاً وبصوت خافت وبالتالي لنتمكن من الإصغاء إليه ينبغي علينا أن نبتعد عن الثرثرة.

وختم الأب برونو سيكوندين تأمله في اليوم الأول من الرياضة الروحيّة مقدمًا بعض الأسئلة التي تساعدنا لقراءة حياتنا والتأمّل بها في ضوء مواقف إيليا: هل أفقد صبري في بعض الأحيان؟ هل أتكلّم بوضوح أو أتذمّر وأغذّي الثرثرة؟ هل أعيش حياة سليمة وبسيطة أم حياة تبذير وإسراف؟ هل أحافظ على فرح ونضارة حبّي الأوّل أم أنه بهت وتلاشى؟ وختامًا هل أتّكل على عناية الله أم أنني مهووس بوضع برامجي؟








All the contents on this site are copyrighted ©.