2015-02-19 13:13:00

البابا فرنسيس: لنطلب من الله نعمة الشجاعة لنختاره على الدوام


"على المسيحي أن يختار الله في جميع ظروف الحياة وألا يسمح للعادات والحالات أن تبعده عنه" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح الخميس في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان، وأكّد أنه ينبغي علينا اختيار الله واختيار الخير على الدوام.

استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية من سفر تثنية الاشتراع والتي نقرأ فيها قول الله لموسى: " انظُرْ. إِنِّي قد جَعَلتُ اليَومَ بينَ يَدَيك الحَياةَ والخَير، والمَوتَ والشَّرّ. بما أَني آمُرُكَ اليوم أَنّ تُحِبّ الرَّبِّ إِلهِكَ، وَتَسيرَ في طُرُقِه، وتَحفَظَ وَصاياه وَرُسومَه وأَحْكامَه، لتَحيا وتَكثُرُ ويُبارِكُكَ الرَّبُّ إِلهُكَ" وقال إن خيار موسى هو الخيار الذي ينبغي على كل مسيحيّ أن يتّخذه يوميًّا، إنه خيار صعب لأنه من الأسهل علينا أن نسمح لركود الحياة وعاداتها بأن تحملنا، كما وأنه من السهل علينا أيضًا أن نصبح خدّامًا لآلهة آخرين.

تابع البابا فرنسيس يقول علينا أن نختار بين الله والآلهة الآخرين الذين ليس بإمكانهم أن يعطوننا شيئًا سوى بعض الأمور الزائلة. وليس من السهل أن نختار لاسيما وأننا قد اعتدنا أن نتبع الأشخاص الآخرين ونسير كالجميع مع التيار. لكن الكنيسة تقول لنا اليوم: "توقف واختر!" إنها نصيحة جيّدة. وسيساعدنا اليوم كثيرًا أن نتوقف خلال النهار ونفكر: كيف هو أسلوب حياتي؟ وما هي الدروب التي أسير فيها؟

بالإضافة إلى هذه الأسئلة، تابع الحبر الأعظم يقول، ينبغي علينا أن نغوص أكثر إلى العمق ونسأل أنفسنا أيضًا ما هي علاقتي بالله وما هي علاقتي بيسوع. ما هي علاقتي بأهلي وإخوتي، ما هي علاقتي بزوجتي أو بزوجي؟ وما هي علاقتي بأبنائي؟ ثم انتقل الأب الأقدس للحديث عن الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من الإنجيلي لوقا والذي يطرح فيه يسوع السؤال على تلاميذه قائلاً: "ماذا يَنفَعُ الإِنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّه، وفَقَدَ نَفْسَه أَو خَسِرَها؟" وقال من يبحث دائمًا عن نجاحه ومصالحه بدون أن يفكّر بالرب وبعائلته فهو يسير على الدرب الخاطئ، ولذلك ينبغي علينا، على الدوام، أن نطرح على أنفسنا هذين السؤالين: كيف هي علاقتي بالله؟ وكيف هي علاقتي بعائلتي؟ يمكن للمرء أن يربح كل شي ولكنه سيخسر في النهاية، وستكون حياته خسارة. قد يقول البعض: "لا لم يخسر لقد صنعوا له نصبًا تذكاريًّا أو لوحة زيتيّة..." لكنني أقول لكم إنه قد خسر لأنه لم يعرف كيف يختار بين الحياة والموت.

تابع الأب الأقدس لنسأل أنفسنا: ما هي السرعة التي تسير بها حياتي؟ هل أفكّر بالأمور التي أقوم بها؟ ولنطلب من الله نعمة التحلّي بتلك "الشجاعة الصغيرة" الضروريّة لنختاره في كل مرّة، وستساعدنا في هذا الأمر نصيحة المزمور الذي سمعناه: "طوبى للرجل الذي يثق بالرب". فعندما يطلب الرب منا قائلاً: "توقّف واختر" فهو لا يتركنا أبدًا وحدنا، بل يبقى معنا ويساعدنا ولكن ينبغي علينا أن نثق به: "طوبى للرجل الذي يثق بالرب". واليوم وعندما سنتوقف للتأمل في هذه الأمور وفي الخيارات التي علينا اتخاذها لنتذكّر أن الرب معنا على الدوام وبقربنا ليساعدنا، فهو لا يتركنا أبدًا وحدنا لاسيّما عندما يتوجّب علينا الاختيار!                    








All the contents on this site are copyrighted ©.