السيسي يطالب الأمم المتحدة بتدخل دولي في ليبيا

توجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى مجلس الأمن الدولي مطالبا إياه بتبني قرار يفسح المجال أمام تدخل دولي في ليبيا. هذا ما قاله السيسي في مقابلة أجرتها معه صحيفة الأهرام الحكومية المصرية ونشرتها على موقعها الإلكتروني صباح اليوم الثلاثاء وأكد عدم وجود أي خيار آخر في ضوء قبول الشعب والحكومة الليبيين بهذا الأمر ومطالبتهما مصر باتخاذ خطوات في هذا الاتجاه مشيرا إلى إمكانية استمرار الغارات الجوية ضد مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

إلى ذلك عُلم أن عشرات المقاتلين في التنظيم الإرهابي قُتلوا وجُرحوا نتيجة الغارات الجوية المصرية بدعم من تلك الليبية على مدينة درنة، التي تشكل معقلا للدولة الإسلامية في ليبيا الشرقية. هذا ما أكدته صحيفة "المصريون" المستقلة نقلا عن قائد سلاح الجو الليبي صقر الجروشي، الذي أشار إلى أن سبع غارات جوية على الأقل شُنت على المدينة المذكورة، فيما لفتت محطة سكاي الإخبارية إلى أن تلك الهجمات الجوية استهدفت قاعدتين للتنظيم في منطقتي سيدة خديجة وشيحا بالإضافة إلى مقر المحكمة الشرعية للدولة الإسلامية في درنة.

في غضون ذلك، أوردت صحيفة "الرياض" السعودية أن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبا بكر البغدادي مستعد للرد على الغارات الجوية المصرية ضد مدينتي سرت ودرنة من خلال إصدار أوامر لأتباعه بخطف المزيد من العمال المصريين في ليبيا. وأوضحت الصحيفة عينها ـ نقلا عن مصادر مطّلعة في التنظيم المذكور ـ أن البغدادي وضع خطة للرد على هذه الهجمات الجوية، مضيفة أن زعيم الدولة الإسلامية أرسل مجموعة صغيرة من رجاله إلى سرت، مستفيدا من غياب الإجراءات الأمنية في البلاد، من أجل تشكيل خلية للدولة الإسلامية ونشر أيديولوجية الخلافة. وقد وجد هؤلاء تربة خصبة في ليبيا إذ تمكنوا من تجنيد مواطنين ليبيين ينتمون إلى ما يُعرف بأنصار الشريعة واستغلوا أيضا حضور مجاهدين تونسيين عائدين من سورية والعراق بعد أن رفضت السلطات التونسية عودتهم إلى بلادهم. وأشارت مصادر صحيفة الرياض إلى أن المجموعة التي أوفدها البغدادي إلى ليبيا تمكنت أيضا من تجنيد عناصر مرتبطين بنظام العقيد معمر القذافي.

بالمقابل ذكرت مصادر مطلعة في تونس أن عددا غير محدد من المجاهدين التونسيين أقدموا، خلال الأيام القليلة الماضية، على عبور الحدود المشتركة مع ليبيا للانضمام إلى صفوف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. واعتبرت المصادر عينها أن هذه الظاهرة مرتبطة بأعمال الشغب التي وقعت خلال الأسابيع القليلة الماضية في بعض المناطق جنوب تونس حيث يسهل على المجاهدين اجتياز الحدود مع ليبيا وبلوغ المناطق التي تتنازع فيها الميليشيات المسلحة على السلطة.