2015-02-15 13:38:00

البابا فرنسيس: إن أردنا أن نكون تلاميذًا حقيقيّين ليسوع، نحن مدعوون لنصبح أدوات لحبه الرحيم


تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر هذا الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها: يُخبرنا الإنجيلي مرقس خلال هذه الآحاد عن عمل يسوع ضد جميع أنواع الشرّ من أجل خير المتألمين في الجسد والروح: الممسوسون والمرضى والخطأة... ويقدّم ذاته كالذي يحارب الشرّ وينتصر عليه أينما وجده. في إنجيل اليوم، وفي جهاده هذا يواجه حالة رمزيّة لأن المريض أبرص، والبرص مرض معدٍ لا يرحم، يشوّه الشخص وقد كان رمزًا للنجاسة.

تابع البابا فرنسيس يقول إن حدث شفاء الأبرص يتم في ثلاث مراحل: توسّل المريض، جواب يسوع وتبعات الشفاء العجائبي. توسّل الأبرص إلى يسوع "جاثيًا" وقال له "إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني". إزاء هذه الصلاة المتواضعة والواثقة، قام يسوع بتصرف نابع من عمق روحه: الشفقة. يظهر قلب المسيح شفقة الله الأبوية تجاه ذاك الرجل من خلال الاقتراب منه ولمسه. مَدَّ يسوع يَدَه "فلَمَسَه وقالَ له: "قد شِئتُ فَابرَأ"، فزالَ عَنهُ البَرَصُ لِوَقِته وبَرِئ". رحمة الله تفوق كل الحواجز ويد يسوع تلمس الأبرص، فهو لا يقف بعيدًا عنه ولا يوكل الأمر لشخص آخر بل يعرّض نفسه مباشرة لعدوى شرنا؛ فيصبح شرّنا مكانًا للتواصل: فيسوع يأخذ بشريتنا المريضة ونحن نأخذ منه بشريته السليمة والشافية. وهذا الأمر يحصل في كل مرة ننال سرًّا بإيمان: يلمسنا الرب يسوع ويمنحنا نعمته. وأضاف الحبر الأعظم يقول: مرّة أخرى يظهر لنا الإنجيل ما يفعله الله إزاء شرّنا: لا يأتي ليعطينا درسًا حول الألم ولا ليلغي الألم والموت من العالم، وإنما يأتي ليأخذ على عاتقه ثقل حالتنا البشرية ليحرّرنا بشكل جذري ونهائي.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل التبشير الملائكي بالقول: يقول لنا اليوم إنجيل الأبرص أنه إن أردنا أن نكون تلاميذًا حقيقيّين ليسوع، نحن مدعوون لنصبح، بالاتحاد به، أدوات لحبه الرحيم متخطّين جميع أشكال التهميش. لنكون شبيهين بالمسيح إزاء فقير أو مريض لا ينبغي علينا أن نخاف من أن ننظر في عينيه ونقترب منه بشفقة وحنان. فإن كان الشرّ معدٍ فالخير معدٍ أيضًا. لنسمح إذاً للخير أن يعدينا وننقل عدوى الخيرّ!         








All the contents on this site are copyrighted ©.