2015-02-09 14:11:00

البابا فرنسيس: المسيحيون مدعوون للحفاظ على الخليقة


"المسيحيون مدعوون للحفاظ على الخليقة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الاثنين في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وتوقف في عظته عند الخلق الثاني الذي حققه يسوع إذ أعاد خلق ما دمّرته الخطيئة.

قال البابا خلق الله الكون لكن الخلق لم ينته لأن الرب يعضد خليقته على الدوام. استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من القراءة الأولى التي تقدمها لنا الليتورجية اليوم من سفر التكوين الذي يخبرنا عن الخلق ومن الإنجيل الذي يخبرنا عن الخلق الثاني بيسوع المسيح الذي أعاد خلق ما دمرته الخطيئة.

تابع الحبر الأعظم يقول نرى يسوع بين الجموع وكان جميع الذين يلمسونه يشفون: إنه الخلق الثاني وهو بعظمة الخلق الأول؛ فالله يعمل على الدوام ويمكننا أن نسأل أنفسنا كيف يمكننا أن نجيب على خلق الله هذا النابع من محبته لنا. إزاء الخلق الأول ينبغي علينا أن نجيب بالمسؤولية التي يعطينا الرب ايّاها: "اِنموا واَكْثُروا وأمْلأُوا الأَرضَ وأَخضِعوها" فمسؤوليتنا أيضًا هي أن ننمي الأرض والخليقة ونحافظ عليها ونجعلها تنمو. نحن وكلاء على الخليقة ولكننا لسنا أسيادها.

وفي هذا الإطار أشار البابا إلى ضرورة الاعتناء بالخليقة وعدم التسلط عليها، وهذا هو الجواب الأول الذي يمكننا أن نعطيه على عمل الله: أن نعمل من أجل الحفاظ على الخليقة. هذا هو جوابنا الأول على عمل الخلق. إنها مسؤوليتنا والمسيحي الذي لا يحافظ على الخليقة ويسهر على نموها هو مسيحي لا يهمّه عمل الله، ذاك العمل النابع من محبته لنا.

تابع البابا فرنسيس متسائلاً كيف يمكننا أن نجيب على عمل الخلق الثاني وقال يحثنا القديس بولس على أن نسمح لله بأن يصالحنا ويدعونا للسير على درب المصالحة الداخلية والجماعية لأن المصالحة هي عمل المسيح. وأضاف مذكرًا بكلمات رسول الأمم بأنه لا ينبغي علينا أن نحزن الروح الذي فينا والذي يعمل في داخلنا وقال نحن نؤمن بإله ظهر لنا في شخص الآب وشخص الابن وبشخص الروح القدس، وهم يعملون في هذا الخلق على الدوام ونحن نجيب على عملهم هذا من خلال الحفاظ على الخليقة وجعلها تنمو، وبالسماح لله بأن يصالحنا بيسوع المسيح وبألا نُحزن الروح القدس ضيف قلوبنا الذي يرافقنا وينمّينا. وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: ليمنحنا الرب النعمة لنفهم بأنه يعمل على الدوام ونعمة الإجابة بالطريقة المناسبة على عمل محبّته هذا.     








All the contents on this site are copyrighted ©.