2015-02-08 13:44:00

البابا فرنسيس: الاعتناء بالمرضى جزء لا يتجزأ من رسالة الكنيسة


تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين غصت بهم ساحة القديس بطرس، ووجه كلمة استهلها بالقول إن إنجيل اليوم بحسب القديس مرقس (1، 29 ـ 39)، يخبرنا بأن يسوع بعد أن وعظ في المجمع يوم السبت، شفى كثيرا من المرضى. الوعظ والشفاء: إنه العمل الأساسي ليسوع في حياته العامة. فمن خلال الوعظ أعلن ملكوت الله، ومن خلال الشفاءات أظهر أنه قريب، وأن ملكوت الله في وسطنا. وإذ دخل بيت سمعان بطرس، رأى يسوع أن حماة بطرس في الفراش محمومة؛ فأخذ بيدها وأنهضها، ففارقتها الحمّى. وبعد غروب الشمس خرج الناس وأخذوا يحملون إليه المرضى، فشفى كثيرا من المرضى المصابين بمختلف العلل: الجسدية، النفسية والروحية. وأشار البابا فرنسيس إلى أن يسوع أظهر اهتماما خاصا بالمجروحين في الجسد والروح؛ الفقراء، الخطأة، الممسوسين، المرضى والمهمشين. وأظهر هكذا بأنه طبيب الأرواح والأجساد، السامري الصالح للإنسان. إنه المخلص الحقيقي: يسوع يخلّص، يعتني ويشفي. وتابع الأب الأقدس أن هذا يدعونا للتأمل بمعنى المرض وقيمته، ويذكّرنا أيضا باليوم العالمي للمريض الذي سنحتفل به الأربعاء القادم، الحادي عشر من شباط فبراير، عيد الطوباوية مريم العذراء سيدة لورد. أباركُ جميع المبادرات المُعدة لهذا اليوم، لاسيما أمسية الصلاة المرتقبة في روما مساء العاشر من فبراير. كما وأشار البابا في كلمته إلى أن رئيس المجلس البابوي لرعوية الصحة المطران زيغمونت زيموفسكي مريض في بولندا، ودعا لرفع الصلاة من أجله.

إن عمل المسيح الخلاصي ـ مضى البابا فرنسيس قائلا ـ يتواصل بواسطة الكنيسة، سر محبة الله وحنانه للبشر. فعندما أرسل يسوع تلاميذه، أعطاهم وصية مزدوجة: إعلان إنجيل الخلاص وشفاء المرضى (راجع متى 10، 7 ـ 8). وأشار البابا إلى أن الكنيسة ـ ومن خلال الأمانة لهذه الوصية ـ قد اعتبرت دائما أن الاعتناء بالمرضى جزء لا يتجزأ من رسالتها. "أما الفقراء فهم عندكم دائما أبدا"، يقول لنا يسوع (راجع متى 26، 11)، وتجدهم الكنيسة دائما على طريقها، معتبرة الأشخاص المرضى كطريق مفضلة للقاء المسيح واستقباله وخدمته. وأضاف البابا فرنسيس يقول إن هذا يحصل أيضا في زماننا الحاضر، حينما، وعلى الرغم من تقدّم العِلم، يحّرك الألم الداخلي والجسدي للأشخاص تساؤلات قوية حول معنى المرض والألم، وحول الموت. إنها أسئلة وجودية، قال البابا، وينبغي أن يجيب عليها العمل الرعوي للكنيسة في نور الإيمان، والنظر موجه إلى المصلوب حيث السر الخلاصي لله الآب الذي وحبّا بالبشر لم يَضنّ بابنه نفسه (راجع روما 8، 32). وأكد البابا أن كل واحد منا مدعو ليحمل نور كلمة الله وقوة النعمة لجميع المتألمين، ولمن يساعدونهم، من أقرباء وأطباء وممرضين، كي تكون خدمة المريض على الدوام أكثر إنسانية، بتفان سخيّ ومحبة نابعة من الإنجيل. وفي ختام كلمته، دعا البابا لرفع الصلاة لمريم العذراء، شفاء المرضى، كي يتمكن كل شخص في المرض من أن يختبر، وبفضل اهتمام مَن بجانبه، قوة محبة الله وعزاء حنانه.

بعد صلاة التبشير الملائكي، وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة أشار فيها للاحتفال هذا الأحد الثامن من شباط فبراير بعيد القديسة جوزيبينا باخيتا، الراهبة السودانية التي اختبرت وهي طفلة مأساة كونها ضحية الاتجار بالبشر، وذكّر بتنظيم اتحاد الرؤساء العامين والرئيسات العامات يوم صلاة من أجل مكافحة الاتجار بالأشخاص. وقال البابا: أشجع جميع الملتزمين في مساعدة رجال ونساء وأطفال يُستعبدون ويُستغلون كوسائل عمل أو متعة وغالبا يُعذبون ويشوّهون. كما وأمل بأن يتم العمل بعزم من أجل إزالة أسباب هذه الآفة المُخزية، غير اللائقة بمجتمع مدني وقال: ليشعر كل واحد منا بأن يكون صوتًا لهؤلاء الإخوة والأخوات المُهانين في كرامتهم. ولنرفع الصلاة جميعا مع مريم العذراء من أجلهم ومن أجل أقربائهم.           








All the contents on this site are copyrighted ©.