2015-02-07 13:51:00

خطاب البابا إلى المشاركين في الجمعية العامة للمجلس البابوي للثقافة


استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم الجمعة في قاعة الكونسيستوار بالقصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في الجمعية العامة للمجلس البابوي للثقافة يتقدمهم رئيس المجلس الحبري المذكور الكاردينال جانفرانكو رافازي. وجه البابا لضيوفه خطابا حيا في مستهله جميع الحاضرين خاصا بالذكر النساء وكل من شارك في الإعداد لهذا اللقاء الهام. وسلط الضوء على موضوع الجمعية العامة ألا وهو "الثقافات النسائية: مساواة واختلافات" لافتا إلى أن هذا الموضوع الذي اختاره المؤتمرون عزيز جدا على قلبه وقد تطرق إليه وتعمق فيه خلال مناسبات عدة. وأكد البابا بعدها أن الكنيسة "امرأة"، داعيا رعاة الكنيسة الجامعة والمؤمنين العلمانيين إلى التعمق في هذه الفكرة لاسيما أولئك الملتزمين في حقل الثقافة والتربية والاقتصاد والسياسة وعالم العمل والعائلات والمؤسسات الرهبانية.

بعدها شدد البابا على ضرورة التوصل إلى توازن بين المساواة والاختلافات، لا بد أن يكون هذا التوازن متناغما ولا ينبغي أن نتعامل مع هذه المسألة من وجهة النظر الأيديولوجية لأن هذا الأمر يمنعنا من رؤية الواقع بوضوح. وفي العلاقة بين الرجل والمرأة يجب أن نقر بأن الجنسين ضروريان بالنسبة لبعضهما لأن بهما يبلغ الشخص ملأه. بعدها شاء البابا أن يوجه كلمة تشجيع إلى النساء الناشطات في البيئات العائلية وفي مجال التربية على الإيمان والعمل الرعوي والتنشئة المدرسية وفي البنيات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. وقال إن المرأة تعرف كيف تجسد وجه الله الحنون ورحمته. ثم أشار البابا إلى الانتهاكات التي يتعرض لها جسد المرأة الذي يذكّرنا بجمال وتناغم هذا الجسد الذي منحه إياها الله.

ولم يخل خطاب البابا من الإشارة إلى الأشكال المتعددة من العبودية التي ترزح تحت وطأتها العديد من النساء، لافتا على سبيل المثال إلى الاتجار بالبشر وتشويه الجسد وهذا ما يتطلب منا التزاما دؤوبا في مواجهة هذه الآفات الخطيرة. وسلط أيضا الضوء على أوضاع الفقر المدقع التي تعيش فيها نساء معوزات ومرغمات على العيش في ظروف من الخطر والاستغلال وتذهبن ضحية ثقافة الإقصاء. بعدها أشار البابا إلى أهمية تثمين الدور الذي تضطلع به المرأة في الحياة الدينية مشددا على ضرورة منحها فسحات أوسع داخل الكنيسة كما لا بد أن نتذكر دائما الدور المركزي الذي تضطلع به المرأة داخل الأسرة، وعلينا أيضا أن نشجع حضور النساء في مجال الحياة العامة، وعالم العمل والمحافل التي تُتخذ فيها قرارات هامة مع الحفاظ ـ في الآن معا ـ على حضور المرأة وسط العائلة. ختاما شجع البابا ضيوفه على متابعة التزامهم في هذا المجال وطلب منهم أن يصلوا من أجله.








All the contents on this site are copyrighted ©.