2015-02-04 12:41:00

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتابع حديثه عن صورة الأب


أجرى البابا فرنسيس عند الساعة العاشرة من صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان. تابع البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي حول العائلة متوقفا هذا الأربعاء مرة جديدة عند شخصية الأب في العائلة. وقال إنه تطرق في المرة السابقة إلى الآباء الغائبين عن أسرتهم، لافتا إلى أنه ينوي التوقف اليوم عند النواحي الإيجابي لصورة الوالد. وأكد أن القديس يوسف نفسه واجه تجربة ترك خطيبته مريم عندما علم أنها حامل. بيد أن ملاك الرب تدخل وكشف له عن مخطط الله والرسالة الواجب أن يضطلع بها يوسف، هذا الرجل البار الذي لم يتردد في أخذ مريم كزوجة له، وأصبح أب عائلة الناصرة.

تابع البابا فرنسيس يقول إن كل عائلة تحتاج إلى أب، واليوم سنتوقف عند قيمة الدور الذي يضطلع به الوالدون، لافتا إلى المشاعر بالفخر والاعتزاز التي تخالج قلب الأب الذي يُدرك أنه تمكن من نقل الأمور المهمة في الحياة إلى ابنه، أي أن يكون له قلب حكيم، كما جاء في سفر الأمثال. إن هذا الأب، مضى البابا قائلا، لا يقول لابنه "إني فخور بك لأنك شبهي تماما، ولأنك تكرر الأشياء التي أقولها وأفعلها". بل يقول له "إني أسرّ في كل مرة أراك تتصرف بحكمة، وأشعر بالتأثر في كل مرة تتكلم بشكل مستقيم. هذا ما أردت أن أتركه لك، لكي يكون شيئا ملكا لك: إمكانية التصرف والتكلم والحكم باستقامة وحكمة، ولهذا السبب بالذات علمتك أشياء لم تكن تعرفها وصححت الأخطاء التي لم تتمكن من رؤيتها. وعندما كنت يافعا، تصرفت معك بحزم لم تدركه تماما، عندما كنت تبحث عن الحماية وحسب". هذا ما يقوله الأب الحكيم والناضج لابنه.

بعدها لفت البابا فرنسيس إلى أن الأب يعرف تماما ما هي الكلفة التي تترتب على نقل هذا الإرث. إنه فرح يقابل كل تعب، ويتخطى انعدام التفاهم ويضمد كل الجراح. إذا من الأهمية بمكان أن يكون الأب حاضرا في العائلة. وأن يكون قريبا من زوجته كي يتقاسم معها الأفراح والأتراح والمتاعب والآمال. وأن يكون أيضا قريبا من أبنائه خلال نموهم، عندما يلعبون ويجتهدون، عندما يلهون ويقلقون، عندما يتكلمون ويلتزمون الصمت، عندما يجرؤون وعندما يخافون، عندما يخطون خطوة سيئة وعندما يجدون الطريق. على الأب أن يكون حاضرا على الدوام وهذا لا يعني أن على الأب أن يفرط في مراقبة أبنائه. إن الإنجيل يحدثنا عن الآب الذي في السموات، وهو الأب الوحيد ـ كما يقول يسوع ـ الذي يمكن أن نسميه صالحا. (راجع مرقس 10، 18).

فالكل يعرف مثل الابن الشاطر، أو الابن الضال، ويعرف الآب الرحوم الذي يقف أمام باب منزله بانتظار عودة الابن (راجع لوقا، 15). على الآباء أن يكونوا صبورين والأب الصالح يعرف كيف ينتظر ويسامح من أعماق قلبه، يعرف أيضا كيف يحاسب بحزم، دون الاستسلام للضعف. وأكد البابا أنه بدون النعمة المتأتية من الآب الذي في السماوات، يفقد الآباء الشجاعة، ويتخلون عن مسؤولياتهم. والأبناء يحتاجون إلى أب ينتظرهم عندما يعودون من تجارب الفشل. وختم البابا تعليمه الأسبوعي مشددا على أن الكنيسة ملتزمة في مساعدة الآباء وسط العائلات.








All the contents on this site are copyrighted ©.