2015-01-28 13:16:00

بكركي ـ اجتماع بطاركة الكنائس الشرقية


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم الثلاثاء السابع والعشرين من كانون الثاني يناير في الصرح البطريركي في بكركي لبنان، اجتماع بطاركة الكنائس الشرقية وتناولوا أوضاع النازحين من سوريا والعراق إلى لبنان، وإلى داخل الأراضي السورية والعراقية الآمنة، وأولئك المتواجدين في مدنهم وبلداتهم، من حيث الخدمة التي تؤدّى لهم، وحاجاتهم ومطالبهم من حكوماتهم ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين، والأسرتين العربية والدولية. وفي ختام الاجتماع صدر بيان هنأ فيه الآباء البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على نجاح العملية الجراحية المفاجئة التي أُخضع لها وشكروا الله معه على ذلك، وعلى عودته بالسلامة لاستئناف خدمته على رأس الكنيسة الإنطاكية السريانية المارونية. وآلم الآباء جدًا سقوط ثمانية شهداء جدد في صفوف الجيش اللبناني على مذبح الوطن الجمعة الماضي في واجب الدفاع عن الحدود، بمواجهة مسلّحي المنظمات الإرهابية التي شنّت هجومًا واسعًا على الجيش في جرود رأس بعلبك.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، استعرض الآباء أوضاع أبناء كنائسهم في سوريا والعراق وما أدّت إليه الحروب من تدمير وتقتيل وتهجير عدد كبير من المواطنين، واستمعوا لتقارير المسؤولين عن بعض المنظّمات التي تقوم بمساعدة هؤلاء المهجرين والنازحين، وشكروهم على جهودهم متمنّين لهم التوفيق في متابعة خدمتهم. كما يشكرون كل المنظمات والدول التي قدّمت المساعدات المالية والعينية، متمنّين تكثيف هذا الدعم لتغطية حاجات هؤلاء النازحين الذين يعيشون أوضاعًا مذرية ومأساوية. كما وجه الآباء النداء للحكومات المحلية والأسرتين العربية والدولية، وطالبوا بتأمين المساعدات اللازمة للنازحين والعمل الجادّ لعودتهم لبيوتهم وأراضيهم ومساعدتهم على إعادة بناء بيوتهم وترميمها؛ وتحرير الأسرى والمخطوفين العسكريين والمدنيّين ورجال الدين، ولاسيّما المطرانين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم، ووضع حدّ للحرب في سوريا والعراق بالطرق السلميّة والمفاوضات السياسيّة والحوار الجدّي بين المتنازعين؛ والتوقّف عن دعم المنظّمات الإرهابية ومدّها بالمال والسلاح. فإن الأهداف السياسية والاقتصادية مهما كبر حجمها بنظر أصحابها، لا تبرّرُ كلَّ هذه الاعتداءات المشينة بحقّ الإنسانية، وهي تشكّل وصمة عار على جبين القرن الحادي والعشرين.

وفي لبنان، وأمام تداعيات الأوضاع العامة، السياسيّة والإدارية والاقتصادية، بالإضافة إلى تلك التشريعية والإجرائية والأمنية، يدعو الآباء الكتل السياسية والبرلمانية لتحمّل مسؤولياتهم الدستورية الخطيرة بانتخاب رئيس للجمهورية وهم يأملون أن تؤدّي الحوارات السياسيّة الجارية لحلّ هذه الأزمة بالتعاون مع الدول الصديقة المعنية، الإقليمية منها والدولية. فلبنان يحتاج إلى رئيس جامع معروف بحكمته ومصداقيّته، صاحب فطنة ورؤية تمكّنه من مواجهة التحديات الراهنة، ومعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي جعلت الكثيرين من اللبنانيين يعانون من الفقر المتزايد، وتتآكلهم هموم حياتهم اليومية. وفي الختام دعا الآباء أبناءهم إلى توحيد الكلمة ورصّ الصفوف، والعمل مع كلّ ذوي الإرادة الطيبة على إيقاف الحروب والأعمال الإرهابية، وتكثيف الصلاة لأجل إحلال السلام العادل والشامل في هذه المنطقة المعذّبة من العالم.








All the contents on this site are copyrighted ©.