البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في لقاء مسكوني للرهبان والراهبات

استقبل قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في لقاء مسكوني للرهبان والراهبات، ينظمه مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في روما. وقد وجه الأب الأقدس كلمة ضمنها تحية خاصة لرئيس هذا المجمع الكاردينال جواو براز دي أفيز، وعبّر عن سروره بهذه المبادرة التي تجمع رهبانا وراهبات من كنائس وجماعات كنسية متعددة، وأشار لتزامن انعقاد هذا اللقاء مع أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين الذي ـ وكما قال البابا ـ يذكّرنا كل عام بأن المسكونية الروحية هي "روح الحركة المسكونية"، كما جاء في القرار المجمعي في الحركة المسكونية، وقد احتفلنا مؤخرا بالذكرى السنوية الخمسين لصدوره.

تطرق الأب الأقدس في كلمته لزائريه لأهمية الحياة المكرسة من أجل وحدة المسيحيين، وذكّر بأن عددا كبيرا من رواد العمل المسكوني كانوا أشخاصا مكرسين، وأضاف أن جماعات رهبانية عديدة لا تزال تلتزم بهذا الهدف، وتشكل أماكن مفضلة للقاء بين مسيحيين من تقاليد مختلفة. كما وأشار البابا فرنسيس للجماعات المسكونية كجماعتي تيزيه وبوزيه المشاركتين في هذا اللقاء، وذكّر بعدها بصلاة يسوع "ليكونوا بأجمعهم واحدًا" (يوحنا 17، 21).

أضاف البابا أن الوحدة ليست ثمرة جهودنا بل هي عطية الروح القدس الذي يحقق الوحدة في التنوع، وأشار إلى أن لا وحدة بدون ارتداد وصلاة وقداسة حياة. فالحياة الرهبانية ـ قال البابا فرنسيس ـ تذكّرنا بأن في مركز كل بحث عن الوحدة وبالتالي كل جهد مسكوني، هناك أولا ارتداد القلب. وذكّر بعدها بأن الحياة الرهبانية هي مدرسة صلاة. فالالتزام المسكوني يتجاوب بالدرجة الأولى مع صلاة الرب يسوع نفسها، ويرتكز جوهريًا إلى الصلاة. وشجع الأب الأقدس الجميع على الصلاة من أجل وحدة المسيحيين وعيش هذه الصلاة في التصرفات والأعمال اليومية.

تابع البابا أن الحياة الرهبانية تساعدنا أيضا في إدراك الدعوة الموجهة لجميع المعمدين أي الدعوة لقداسة الحياة، وذكّر مجددا بما جاء في القرار المجمعي في الحركة المسكونية حول أن المؤمنين يعززون وحدة المسيحيين بمقدار ما يجتهدون في عيش حياة أكثر تطابقا مع الإنجيل؛ وبمقدار ما يتحدون بالآب والكلمة والروح القدس اتحادا وثيقًا، يستطيعون أن يجعلوا الأخوّة المتبادلة أكثر عمقًا وسهولة. وفي ختام كلمته للمشاركين في اللقاء المسكوني للرهبان والراهبات الذي ينظمه مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، شكر قداسة البابا فرنسيس الجميع على الشهادة للإنجيل والخدمة المُقدمة من أجل الوحدة.