2015-01-18 11:32:00

البابا فرنسيس: من واجبنا أن نحمي شبابنا ونرشدهم ونساعدهم


ترأس قداسة البابا فرنسيس عصر هذا الأحد بالتوقيت المحلّي في ريزال بارك في مانيلا القداس الإلهي بحضور حشد كبير من المؤمنين وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة استهلها بالقول: "ولد لنا ولد أعطي لنا ابن" (أشعيا 9، 5). إنه لفرح مميز لي أن أحتفل بأحد الطفل المقدّس معكم. إن صورة الطفل يسوع المقدس قد رافقت منذ البدء انتشار الإنجيل في هذه البلاد. بلباسه الملوكي والتاج والصولجان يذكّرنا باستمرار بالرباط بين ملكوت الله وسرّ الطفولة الروحيّة. هو يحدثنا عن هذا الأمر في إنجيل اليوم: "مَن لم يَقبَلْ مَلكوتَ اللهِ مِثْلَ الطِّفل، لا يَدخُله" (مرقس 10، 15). إن الطفل المقدس يعلن باستمرار أن نور نعمة الله قد أنار العالم الذي كان يقيم في الظلمة، يحمل لنا البشرى السارة بتحرّرنا من العبوديّة ويقودنا في درب السلام والحق والعدالة. كما يذكرنا أيضًا بأننا مدعوون لنشر ملكوت المسيح في العالم.

تابع البابا يقول لقد سمعت خلال زيارتي ترنيمة "جميعنا أبناء الله"، وهذا ما جاء الطفل المقدس يقوله لنا ويذكرنا بهويتنا الأعمق. جميعنا أبناء الله وأعضاء في عائلة الله. وقد قال لنا القديس بولس اليوم أننا بالمسيح أصبحنا أبناء الله بالتبنّي وإخوة وأخوات في المسيح. هذا ما نحن عليه وهذه هي هويتنا. يقول لنا بولس الرسول أنه منذ اللحظة التي اختارنا بها الله أفاض علينا بركاته! فالله قد " بارَكَنا كلَّ بَرَكَةٍ روحِيَّة في السَّمَواتِ في المَسيح" (أفسس 1، 3). لقد اختار كلاً منا ليكون شاهدًا في هذا العالم لحقيقته وعدالته. خلق العالم كحديقة رائعة وطلب منا أن نعتني بها، ولكن الإنسان بخطيئته قد شوّه ذاك الجمال الطبيعي.

أضاف الحبر الأعظم أحيانًا لدى رؤيتنا للمشاكل والصعوبات والظلم نعيش تجربة الاستسلام، ويبدو وكأن وعود الإنجيل لا يمكنها أن تتحقق وبأنها غير واقعيّة. لكن الكتاب المقدس يقول لنا بأن الكذب هو الذي التهديد الكبير لمخطط الله لنا، والشيطان هو أب الكذب وغالبًا ما يخبّئ شراكه وراء التفنّن وسحر أن نكون "عصريين" وأن نكون "كجميع الآخرين". هو يلهينا بواسطة سراب اللذات الزائلة ومضيعة الوقت السطحيّة. بهذا الشكل نهدر العطايا التي نلناها من لدن الله باللعب بأجهزة تافهة، ونهدر مالنا في المقامرة والشرب؛ وننغلق على أنفسنا. فنهمل الأمور الجوهريّة والمهمّة، وننسى كيف نكون كالأطفال في داخلنا. في الواقع وكما يعلمنا الرب إن حكمة الأطفال ليست كحكمة هذا العالم، وهنا تكمن أهمية رسالة الطفل المقدّس. فهو يحدث كل فرد منا بمفرده ويذكّرنا بهويتنا العميقة.

تابع الأب الأقدس يقول: يذكرنا الطفل المقدس أيضًا بأنه ينبغي علينا حماية هذه الهويّة. المسيح الطفل هو المحامي عن هذه البلاد الكبيرة. وعندما جاء إلى العالم كانت حياته مهدّدة من قبل ملك فاسد، ووجد نفسه بحاجة للحماية. لقد كان يملك محاميًا على الأرض: القديس يوسف. كانت لديه عائلة على الأرض: عائلة الناصرة المقدّسة. بهذا الشكل يذكّرنا بأهمية حماية عائلاتنا وأكبرها الكنيسة، عائلة الله، والعالم: عائلتنا البشريّة. للأسف تحتاج العائلة اليوم للحماية من الهجمات الخبيثة والبرامج المعاكسة لكل ما نعتبره حقيقيّ ومقدّس ولكل ما هو نبيل وجميل في ثقافتنا.

في الإنجيل يَقبَل يسوع الأطفال يُعانقهم ويباركهم. ومن واجبنا نحن أيضًا أن نحمي شبابنا ونرشدهم ونشجّعهم ونساعدهم في بناء مجتمع يليق بإرثه الكبير الروحي والثقافي. بشكل خاص نحن بحاجة لأن نرى كل طفل كعطيّة نقبلها نحبّها ونحميها. وينبغي علينا أن نهتم بالشباب فلا نسمح بأن يُسلَبَ منهم الرجاء ويُحكم عليهم بالعيش في الشارع.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: إنه طفل ضعيف قد حمل صلاح الله والرحمة والعدالة إلى العالم. لقد صمد أمام الخيانة والفساد، ميراث الخطيئة، وانتصر عليهما بقوة الصليب. الآن وفي ختام زيارتي إلى الفيليبين أكلُكُم إليه، إلى يسوع الذي حلّ بيننا كطفل. ليجعل شعب هذا البلد الحبيب يعمل متّحدًا فيحمي أبناؤه بعضهم بعضًا، بدءًا من عائلاتكم وجماعاتكم، في بناء عالم من العدالة والصدق والسلام. ليبارك الطفل المقدّس الفيليبين على الدوام ويعضد المسيحيين في هذه الأمة الكبيرة في دعوتهم ليكونوا شهود ورسل فرح الإنجيل في آسيا والعالم بأسره.          








All the contents on this site are copyrighted ©.