2015-01-14 12:07:00

البابا فرنسيس: يعلمنا القديس جوزيف فاز الخروج والانطلاق نحو الضواحي لكي يُعرف يسوع ويحب في كل مكان


ترأس قداسة البابا فرنسيس عند الساعة الثامنة والنصف من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلّي القداس الإلهي في منتزه غال فايس غرين في كولومبو لإعلان قداسة الطوباوي جوزيف فاز بحضور ما يقارب خمسمائة ألف شخص وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة استهلها بآية من سفر النبيّ أشعيا وقال: "فتَرى كُلُّ أَطرافِ الأَرضِ خَلاصَ إِلهِنا" (أشعيا 52، 10) هذه هي النبوءة الرائعة التي سمعناها اليوم في القراءة الأولى. أشعيا يتنبأ بإعلان إنجيل يسوع المسيح حتى أقاصي الأرض. هذه النبوءة تحمل معنى خاصًا لنا نحن الذين نحتفل بإعلان قداسة مرسل الإنجيل الكبير القديس جوزيف فاز. كالعديد من المرسلين الآخرين في تاريخ الكنيسة أجاب على وصيّة الربّ القائم من الموت ليتلمذ جميع الشعوب. بكلماته ولاسيّما بمثل حياته قاد شعب هذه البلاد إلى الإيمان الذي يمنحنا "الميراثَ مع جَميعِ المُقَدَّسين" (أع ٢٠، ٣٢).

تابع البابا فرنسيس يقول: في القديس جوزيف فاز نرى علامة واضحة لصلاح الله ومحبّته لشعب سريلانكا. ولكننا نرى فيه أيضًا حافزًًا لمتابعة السير في درب الإنجيل والنمو في القداسة والشهادة للرسالة الإنجيلية للمصالحة التي كرس حياته لها. وأضاف الأب الأقدس: ولد القديس جوزيف فاز في غوا في الهند ووصل إلى هذه البلاد يحمله الحماس الرسولي ومحبته الكبيرة لهذه الشعوب. وبسبب الاضطهادات الدينيّة كان يرتدي لباس متسول ليتمم واجباته الكهنوتية ويلتقي المؤمنين في الخفاء وغالبًا في الليل. لقد أعطت جهوده قوة روحية ومعنوية للشعوب الكاثوليكية المحاصرة. لقد كان يرغب خصوصًا بخدمة المرضى والمتألمين. وقد قدّر الملك خدمته للمرضى خلال تفشّي وباء الجدري في كاندي فسمح له بالقيام بخدمته بحريّة. بذل حياته في العمل الرسولي وتوفي وهو ابن تسع وخمسين عامًا.

أضاف الحبر الأعظم يقول: لا زال القديس جوزيف فاز يشكل مثالا ومعلمًا لأسباب عديدة، لكنني أرغب بالتوقف عند ثلاثة منها، أولاً لقد كان كاهنًا مثاليًا. ومعنا اليوم العديد من الكهنة والرهبان والراهبات الذين، وعلى مثال القديس جوزيف فاز، كرسوا أنفسهم لخدمة إنجيل الله والقريب. أشجع كل فرد منكم لينظر إلى القديس جوزيف فاز كمرشد أكيد، فهو يعلمنا الخروج نحو الضواحي لكي يُعرف يسوع ويحب في كل مكان. هو أيضًا مثال في الألم الصبور في سبيل الإنجيل والطاعة للرؤساء والاهتمام المُحب للكنيسة والله. لقد عاش مثلنا في مرحلة تحوّل سريعة وعميقة حيث كان الكاثوليك أقليّة وغالبًا ما كانت منقسمة في الداخل؛ وفي الخارج كانت هناك عدائية وحتى اضطهاد. ولكنه بالرغم من هذا بقي متحدًا باستمرار في الصلاة إلى الرب المصلوب، وأصبح لجميع السكان أيقونة حية لرحمة الله ومحبّته المُصالِحة.

ثانيًا، تابع البابا فرنسيس يقول، أظهر لنا القديس جوزيف فاز أهميّة تخطّي الانقسامات الدينية في خدمة السلام، لقد فتحه حبه غير المنقسم لله على محبة القريب فكرّس نفسه للمحتاجين أينما كانوا وبدون تمييز. ولا يزال مثله اليوم يُلهِم الكنيسة في سريلانكا، فهي تخدم بسخاء جميع أعضاء المجتمع، بدون تمييز في العرق والإيمان والانتماء القبلي والحالة الاجتماعية أو الدينية من خلال العمل في المدارس والمستشفيات والعيادات وأعمال المحبة الأخرى. وهي لا تطلب إلا الحريّة لتستمرّ في تأدية رسالتها. إن الحرية الدينية هي حق بشري أساسي. يجب على كل فرد أن يكون حرًّا في البحث عن الحقيقة والتعبير بانفتاح عن قناعاته الدينية، حرٌّ من أي تهديدات أو ضغوطات خارجيّة. وكما تُعلِّمنا حياة القديس جوزيف فاز، فإن عبادة الله الأصيلة لا تحملنا إلى التمييز والحقد والعنف بل إلى احترام قدسيّة الحياة واحترام كرامة وحريّة الآخرين والالتزام المُحبّ من أجل خير الجميع.

أضاف الحبر الأعظم يقول: ختامًا يقدم لنا القديس جوزيف فاز مثالاً في الحماس الرسولي. فبالرغم من أنه قد جاء إلى سيلان لمساعدة الجماعة الكاثوليكية ودعمها لكنه قد غمر الجميع بمحبّته الإنجيلية. لقد أجاب على دعوة الانطلاق تاركًا وراءه منزله وعائلته ورفاهيّة العيش ليبشر بالمسيح أينما حلّ. عرف القديس جوزيف كيف يقدّم حقيقة الإنجيل وجماله في إطار متعدد الأديان باحترام وتفاني ومواظبة وتواضع. هذه هي أيضًا درب أتباع يسوع اليوم. نحن مدعوون "للخروج والانطلاق" بالحماس عينه والشجاعة عينها التي تحلى بهما القديس جوزيف فاز وإنما أيضًا بإحساسه واحترامه للآخرين ورغبته في مشاركتهم كلمة النعمة تلك التي بإمكانها أن تبنيهم. نحن مدعوون لنكون تلاميذًا مرسلين.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أصلّي لكي وعلى مثال القديس جوزيف فاز يثبت مسيحيّو هذه البلاد في الإيمان ويقدّموا مساهمة أكبر للسلام والعدالة والمصالحة في المجتمع السريلانكي. هذا ما ينتظره المسيح منكم وهذا ما يعلّمكم إياه القديس جوزيف فاز وهذا ما تطلبه منكم الكنيسة. أكلكم جميعًا إلى صلوات قديسنا الجديد لكيما تتمكنوا، بالاتحاد مع الكنيسة بأسرها المنتشرة في العالم، من أن تنشدوا للرب نشيدًا جديدًا وتعلنوا مجده حتى أقاصي الأرض، لأن الرب عظيم ويليق به كل تسبيح.            

   








All the contents on this site are copyrighted ©.