2015-01-11 11:04:00

البابا يمنح عددا من المولودين الجدد سر العماد بكابلة السكستين


ترأس البابا فرنسيس عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الأحد القداس الإلهي في كابلة السكستين بالفاتيكان، احتفالا بعيد عماد الرب ومنح خلال الاحتفال الديني سر العماد عددا من المولودين الجدد، من أبناء وبنات موظفي الكرسي الرسولي ودولة حاضرة الفاتيكان. تخللت الذبيحة الإلهية عظة للبابا قال فيها: لقد استمعنا في القراءة الأولى أن الرب يهتم بأبنائه كأب لهم ويهتم بمد أبنائه بالطعام فيقول الله بواسطة النبي "لماذا تزنون فضة لما ليس بخبز وتتعبون لما لا شبع فيه؟" (أشعيا 55، 2).

إن الله، كأب صالح وأم صالحة، يريد أن يعطي الأشياء الطيبة إلى أبنائه. وما هو هذا الطعام المغذّي الذي يعطينا إياه الله؟ إنها كلمته التي تجعلنا ننمو، ونحمل ثمارا طيبة في الحياة، شأن المطر والثلج اللذين يعودان بالفائدة على الأرض ويجعلانها خصبة (راجع أشعيا 55، 10 – 11). وأنتم أيضا أيها الوالدون والعرابون والعرابات والأجداد تساعدون هؤلاء الأطفال على أن ينموا جيدا إذا ما أعطيتموهم كلمة الله، إنجيل يسوع. ثم طلب البابا إلى الحاضرين أن يحملوا معهم نسخة صغيرة من الإنجيل ويقرأوا مقطعا منه كل يوم، كي يقدموا مثالا يحتذي به الأطفال.

أنتن أيها الأمهات، مضى البابا إلى القول، تعطين أبناءكن الحليب، فإذا جاعوا وبكوا تعطونهم حليبكن. لنشكر الله على هبة الحليب، ولنصلي من أجل الأمهات الكثيرات العاجزات عن مد أبنائهن بالطعام. دعونا نصلي من أجل تلك الأمهات ونساعدهن. إن كلمة الله تفعل بالروح ما يفعله الحليب بالجسد: كلمة الله تنمّي الإيمان. وبفضل الإيمان نصبح مولودين لله. هذا ما يحصل في العماد. لقد استمعنا إلى كلمات الرسول يوحنا الذي قال "كل من آمن بأن يسوع هو المسيح فهو مولود لله" (1 يوحنا 5، 1). بهذا الإيمان يُعمّد أطفالكم. هذا هو إيمانكم اليوم أيها الوالدون والعرابون والعرابات الأعزاء. إنه إيمان الكنيسة، التي ينال فيها هؤلاء الصغار سر العماد. لكن غدا، وبفضل نعمة الله، سيكون إيمانهم، وسيقولون "نعم" ليسوع الذي يمنحنا محبة الآب.

إنه إيمان الكنيسة. وهذا أمر بالغ الأهمية. فالعماد يُدخلنا في جسد الكنيسة في شعب الله القديس. وفي هذا الجسد، وفي هذا الشعب السائر يُنقل الإيمان من جيل إلى جيل: إنه إيمان الكنيسة وإيمان مريم ويوسف وبطرس وأندراوس ويوحنا والرسل والشهداء الذي وصلنا من خلال العماد. وكأن شعلة الإيمان تُنقل من يد إلى يد، والشعلة أو الشمعة ترمز إلى المسيح القائم من الموت والحي في وسطنا. هذا وحث البابا العائلات على أن تأخذ من المسيح نور الإيمان لتنقله إلى أبنائها، مؤكدا أن هذا النور يؤخذ في الكنيسة، جسد المسيح، في شعب الله السائر في كل زمان ومكان. وقال: علموا أبناءكم أنه ليس بإمكانهم أن يكونوا مسيحيين خارج الكنيسة، ولا يمكن أن يتبعوا يسوع بدون الكنيسة لأن الكنيسة أم وتجعلنا ننمو في محبتنا ليسوع المسيح.

مضى البابا إلى الحديث عن ناحية أخرى تبرز بقوة من خلال القراءات البيبلية في هذا اليوم. وقال إنه من خلال العماد يُكرسنا الروح القدس. فكلمة مسيحي تعني أن نكون مكرّسين شأن يسوع، بالروح نفسه الذي غاص فيه يسوع خلال وجوده الأرضي كله. إنه "المسيح" والمعمدون هم "المسيحيون". إذا، أيها الوالدون والعرابون والعرابات الأعزاء، إذا ما أردتم أن يصير أطفالكم مسيحيين حقيقيين، ساعدوهم على النمو والغوص في الروح القدس، أي في دفء محبة الله، وفي نور كلمته. ولهذا لا تنسوا أن تستحضروا باستمرار الروح القدس في كل يوم. يمكنكم أن تفعلوا ذلك من خلال تكرار هذه الصلاة البسيطة: تعال أيها الروح القدس، املأ قلوب مؤمنيك وأشعل فيهم نار محبتك". يمكنكم أن تتلوا هذه الصلاة على نية أطفالكم وعلى نيتكم أيضا. هذا ثم سأل البابا العذراء مريم أن ترافق الجميع في مسيرة أطفالهم وعائلاتهم.‍








All the contents on this site are copyrighted ©.