2015-01-09 13:41:00

البابا فرنسيس: وحده الروح القدس قادر على جعل قلوبنا مُطيعة لله ولحريّة المحبّة


"وحده الروح القدس قادر على جعل قلوبنا مُطيعة لله ولحريّة المحبّة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القداس الإلهي صباح اليوم الجمعة في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان وقال إن آلام الحياة قد تجعل الإنسان ينغلق على ذاته لكن المحبة تحرّره.

قال الأب الأقدس: لا يمكن لجلسة اليوغا أن تعلم القلب أن يشعر بأبوّة الله، كما لا يمكن أيضًا لدورة في روحانية الزن أن تجعل القلب حرًّا قادرًا على الحب لأن الروح القدس وحده يملك القدرة على فعل هذه الأمور. استهل الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم من القديس مرقس والذي يخبرنا فيه الإنجيلي عن يسوع الذي وافى تلاميذه إلى السفينة مشيًا على المياه، وينتهي النص بهذه العبارة: "لم يَفهَم الرسل ما جَرى على الأَرغِفَة، بل كانت قلوبُهم عَمياء"، أي أنها كانت قاسية.

تابع الحبر الأعظم يقول يمكن للقلب أن يكون قاسيًا متحجّرًا لأسباب عدّة. بسبب خبرة أليمة على سبيل المثال، كما حصل مع تلميذي عماوس اللذين قسيا قلبيهما خوفًا من أن يتوهما مرّة أخرى، أو كما حصل مع توما الذي رفض أن يؤمن بقيامة يسوع وهذا الانغلاق هو سبب آخر لتحجّر القلب. إذ يجعل المرء في ذاته عالمًا منغلقًا، فينغلق في نفسه أو في جماعته أو في رعيّته. ويمكن لهذا الانغلاق أن ينتج عن أمور كثيرة: يمكننا أن نفكّر بالكبرياء أو بالاكتفاء، أو بأن الشخص يعتبر نفسه أفضل من الآخرين، أو حتى بالغرور. هناك أشخاص ينغلقون على ذواتهم فلا يرون إلا أنفسهم، إنهم أشخاص نرجسيين قلوبهم متحجّرة ومنغلقة، يخافون من الانفتاح فيختبئون وراء هذه الجدران ليحموا أنفسهم.

أضاف البابا فرنسيس يقول: هناك أيضًا الذين يحتمون وراء القانون والشريعة ويتعلقون في تطبيقها بحرفيّتها كما تقول الوصايا، هؤلاء هم أشخاص فقدوا ثقتهم بنفسهم، وتحجّرت قلوبهم فراحوا يبحثون عن الثبات في ما ينصّه القانون والشريعة ولكنّهم في الواقع كمن يبحث عن الحريّة في السجن وراء القضبان، لكن الحريّة الحقيقيّة هي التي حملها يسوع إلينا.

عندما يتحجّر القلب يفقد حريّته لأنه لا يُحب. وهكذا يختتم يوحنا رسالته في القراءة الأولى التي قدمتها لنا الليتورجية اليوم: "لا خَوفَ في المَحبَّة، بلِ المَحبَّةُ الكامِلةُ تَنفي عَنها الخَوف، يَعني العِقاب؛ ومَن يَخَف لم يَكُن كامِلاً في المَحَبَّة". فالذي يخاف ليس حرًّا، لأنه يقلق على الدوام من أن يحدث له شيئًا مؤلمًا أو حزينًا... وهذا الخوف هو لانعدام الحب، فمن لا يحب ليس حرًّا. لقد تحجرت قلوب هؤلاء لأنهم لم يتعلموا أن يحبّوا!

"ومن يعلمنا أن نحب؟" تابع البابا فرنسيس متسائلاً "من يحررنا من تحجّر القلب هذا؟" وحده الروح القدس قادر على ذلك! يمكنك أن تتابع دورات في التعليم المسيحي أو آلاف الدورات في اليوغا والزن ولكن لن يكون باستطاعة هذه الأمور أبدًا أن تمنحك حريّة الابن، لأن الروح القدس وحده القادر على تحريك قلبك لتقول "أبا أيها الآب!" ووحده الروح القدس قادر على تحريرنا من قساوة القلب ليجعل قلبنا مطيعًا للرب ولحريّة المحبّة!    








All the contents on this site are copyrighted ©.