2015-01-04 13:37:00

البابا فرنسيس: لنتوسّل إلى مريم كي ترشد العالم بأسره نحو درب الحب والسلام الأكيد


تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها: لقد بدأنا منذ أيام قليلة العام الجديد باسم أمِّ الله واحتفلنا باليوم العالمي للسلام حول موضوع: "لا عبيد بعد الآن بل إخوة". أتمنى أن يتم تخطي استغلال الإنسان من قبل الإنسان. هذا الاستغلال هو آفة اجتماعيّة تقتل العلاقات الإنسانية وتمنع حياة الشركة المطبوعة بالاحترام والعدالة والمحبة. كل إنسان وكل شعب يجوع ويعطش للسلام وبالتالي من الأهميّة بمكان ومن المُلِحِّ بناء السلام!

تابع الحبر الأعظم يقول إن السلام بالطبع ليس غياب الحرب فقط، وإنما حالة عامة يكون من خلالها الشخص البشريّ بتناغم مع نفسه والطبيعة والآخرين. ومع ذلك يبقى إسكات الأسلحة وإطفاء نيران الحرب الشرط الأساسي لبدء مسيرة تقود إلى تحقيق السلام بأشكاله المختلفة. أفكر بالنزاعات التي لا تزال تدمي مناطق كثيرة من الأرض، بالتوترات في العائلات والجماعات، كما وبالخلافات المشتعلة في مدننا وبلداننا بين مجموعات من انتماءات ثقافية وعرقية ودينية متعددة. ينبغي أن نُقنع أنفسنا، بالرغم من كل المظاهر المعاكسة، بأن الوفاق ممكن على الدوام في جميع الظروف وعلى جميع المستويات. لا وجود لمستقبل بدون نوايا ومشاريع سلام!

أضاف الأب الأقدس إن السلام مرتبط، منذ العهد القديم، بوعد الله: "فيَضرِبونَ سُيوفَهم سِكَكاً ورِماحَهم مَناجِل فلا تَرفَعَ أُمَّةٌ على أُمَّةٍ سَيفاً ولا يَتَعَلَّمونَ الحَربَ بَعدَ ذلك" (أشعيا 2، 4). والسلام قد أُعلن كعطية خاصة من الله عند ولادة المخلّص: "السَّلامُ في الأَرضِ لِلنَّاسِ فإنَّهم أَهْلُ رِضاه" (لوقا 2، 14). ينبغي أن تُطلب هذه العطيّة في الصلاة باستمرار وأن تقبل يوميًّا بالالتزام في الظروف التي نعيشها. ومع فجر عام جديد نحن مدعوون جميعًا لنضرم في قلوبنا مجدّدًا شعلة رجاء ينبغي أن تتحوّل إلى أعمال سلام ومصالحة وأخوة ملموسة. كلٌّ في دوره ومسؤولياته يمكنه أن يقوم بأعمال أخوة تجاه القريب وخصوصًا أولئك الذين يعيشون توترات عائليّة أو خلافات متنوّعة. هذه التصرّفات الصغيرة هي قيّمة جدًّا: يمكنها أن تكون بذارًا تعطي الرجاء وأن تفتح دربًا وإمكانيّات للسلام.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول: لنرفع الصلاة الآن إلى مريم، سلطانة السلام. هي التي خلال حياتها الأرضيّة عرفت صعوبات عديدة مرتبطة بتعب الحياة اليومي، ولكنها لم تفقد أبدًا سلام القلب ثمرة الاستسلام الواثق برحمة الله. لنتوسّل إلى مريم، أمنا الحنون، كي ترشد العالم بأسره نحو درب الحب والسلام الأكيد.








All the contents on this site are copyrighted ©.