2014-12-26 15:21:00

رسالة البطريرك يونان احتفالا بعيد الميلاد المجيد


تحت عنوان "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر"، وجه بطريرك السريان الكاثوليك الإنطاكي صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان رسالته لعيد الميلاد المجيد، وقال فيها: لنا بالميلاد رجاءٌ أنّ السلام ممكنٌ، ويجب التماسه كعطيّةٍ من الله، وبناؤه يوماً بعد يوم بأعمال عدالة ومحبّة، وبمعونة الله وهدي روحه القدّوس. وسيكون سلامٌ بمقدار ما تكتشف البشرية بأسرها دعوتها الأصلية لتكون عائلةً واحدةً تُحترَم فيها كرامة الأشخاص وحقوقهم، أيّاً كان عرقهم ودينهم وحالتهم.

ومما جاء في نص الرسالة نقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية السريان الكاثوليك: لا رجاء دون إيمان، ولا إيمان دون رجاء، فهما فضيلتان متلازمتان. وأضاف غبطته أنه بالرغم من كلّ النكبات التي حلّت بمجتمعاتنا اليوم، فالرجاء بالمسيح يشعّ في الوسط، ليؤكّد أنّه بإمكان الإنسان أن يرجو، حتّى في خضمّ كلّ الصعوبات والضيقات... كم يحتاج عالمنا اليوم إلى روح السلام لتحلّ على أوطاننا، وقادتنا وحكّامنا، فيفيض السلام في بلادنا! فأين هو السلام العادل والشامل الذي أراده الله لكلّ الناس؟ عندما نرى الصراعات الأهلية تتكرّر وتزداد همجيةً في بلدان عديدة من منطقتنا، وعندما تطالعنا الأخبار عن قمع الحرّيات واضطهاد الضعفاء وتهجير الأبرياء، وعن مسلسلات العنف والقتل ودوس الكرامات..! ألا يحقّ لنا التساؤل أين بقيت كرامة الإنسان في عدد كبير من بلدان شرقنا المتوسّط؟

فمن لبنان إلى العراق، مرورا بسوريا وفلسطين، أضاف البطريرك يونان يقول في رسالته، شعوبنا تعاني من الحروب والاضطهاد والقتل والتشريد. تدمع عيوننا وتتفطّر قلوبنا عندما نعاين، رغم أنّنا في الألفية الثالثة، تلك المجموعات الإرهابية التكفيرية تعيث الفساد من حولها وتفتك بالبشر والحجر... إنّنا ننظر إلى مكوّنات الشعب العراقي الممزّق، ونبكي مع الباكين من أعضاء كنيستنا المتألّمة في أرض الرافدين... إنّنا نتوجّه بشكل خاص إلى أبنائنا وبناتنا في بغداد والبصرة وإقليم كردستان، وإلى المقتلَعين من ديارهم قسراً في مدينة الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى، إكليروساً ومؤمنين، معربين لهم عن عمق محبّتنا وصدق تضامننا. ونتوجّه بفكرنا إلى شعب سوريا المتألّمة نشاركُه من أعماق القلب لما أصابه ويصيبه من نزاعات وخضّات عنفٍ وحربٍ مدمّرةٍ منذ أربع سنوات... نناشد الضمير العالمي، ببذل الجهود الحثيثة لإطلاق سراح جميع المخطوفين، وبخاصّةٍ أخوينا المطرانَين يوحنّا ابراهيم وبولس اليازجي، والكهنة، وكلّ المخطوفين بسبب هذه الحرب العبثية التي هدّمت سوريا وبنيتها التحتية وتاريخها وحضارتها.

وفيما يتعلق بلبنان، قال البطريرك يونان: نحن بحاجة ماسّة للصلاة والرجاء كي يحمل ميلاد الرب يسوع أملاً وانفراجاً في الأزمات اللبنانية المتعدّدة. ونصلّي بشكلٍ خاص كي تجلب السنة الجديدة تجديداً للسلطة الدستورية، فيُصار إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويُقَرُّ قانون جديد للانتخابات النيابية لا يهمّش أيّ مكوّن من مكوّنات الوطن، وتحصل الانتخابات وهي من التجلّيات الأساسية للديمقراطية، بحيث تساهم في الحفاظ على المصلحة الوطنية العليا، وعلى الاستقرار الاجتماعي والتآخي الوطني. وختم بطريرك السريان الكاثوليك الإنطاكي رسالته لعيد الميلاد قائلا: أعطنا يا ربّ أن نكون فاعلي سلام، نبنيه على الحقيقة والعدالة والحرّية والمحبّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.