2014-12-24 14:29:00

رسالة البطريرك الماروني احتفالا بعيد الميلاد "مجد الرب أشرق حولهم"


تحت عنوان "مجد الرب أشرق حولهم" وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رسالته لعيد الميلاد المجيد 2014 قال فيها: النور الحقيقي الذي ينير العقول بالحقيقة، والإرادات بالخير، والقلوب بالحب، والضمائر بصوت الله في أعماق النفس، هو يسوع المسيح الذي ينير كل إنسان آت إلى العالم، بنور الكلمة والحياة. فما من خوف مهما اشتدت الظلمات في العالم، وما أكثرها: ظلمة الخطيئة والشر والكذب؛ ظلمة الحقد والبغض والنزاع؛ ظلمة الحرب والعنف والإرهاب؛ ظلمة الاستبداد والاستكبار والظلم؛ ظلمة السرقة والرشوة والاحتيال؛ ظلمة الخطف والتعذيب؛ ظلمة الألم والمرض؛ ظلمة الفقر والتهجير... كل هذه الظلمات، مهما اشتدت، لا تستطيع إطفاء النور الإلهي. وقد جاء في إنجيل يوحنا أن "النور يُشرق في الظلمات، أما الظلمات فلم تغشاه". مهما اشتدت ظلمات هذا العالم، لا تستطيع أن تطفئ نور المسيح في العقل والإرادة والقلب. فنوره إيمان ورجاء ومحبة، ولا تستطيع شرور العالم انتزاعها والسيطرة عليها. لكم سمعنا من المسيحيين المضطهدين أو المُعتدى عليهم، هنا وهناك وهنالك يقولون: "هدموا بيوتنا، وسلبوا أموالنا، لكنهم لم يستطيعوا أن يهدموا أو يسلبوا إيماننا!"

ونقلا عن الموقع الإلكتروني للبطريركية المارونية، أضاف غبطته يقول: لكي يخرج لبنان من ظلماته، يحتاج أول ما يحتاج إلى رئيس للجمهورية يملأه نور المسيح، ويكون الرأس السليم الواعي الحكيم. يحتاج إلى رئيس معروف بتاريخه وممارساته، متجرد من ذاته ومن مصالحه الصغيرة، محب للبنان وشعبه وكيانه ومؤسساته، ويدل إليه ماضيه وحاضره. مثل هذا الرئيس يستطيع إعادة الأولوية للمصلحة الوطنية العليا، وتركيزها على أساس الميثاق وصيغته والدستور، وقيادة الحوار الوطني الشفاف والصريح الذي يفضي إلى سلام داخلي حقيقي، وإلى تحديد الأولويات للنهوض بلبنان. إن "المذكرة الوطنية" التي أصدرناها في 9 شباط 2014، ورحب بها معظم اللبنانيين، ترسم خريطة الطريق لإخراج لبنان من أزمته السياسية وتداعياتها الاقتصادية والأمنية والاجتماعية.

يحتاج لبنان إلى رجال سياسة مؤهلين ثقافيا وإنسانيا وأخلاقيا، جديرين بممارسة فن السياسة القائم على خدمة الإنسان والخير العام، بحيث تتوفر للجميع شروط الحياة الكريمة والوافرة، الشخصية منها والجماعية؛ رجال سياسة يكون ولاؤهم أولا وآخرا للبنان، ويكونون مدركين قيمته كوطن مميز بخصوصيته من حيث الكيان والقيمة الحضارية والدور والرسالة في محيطه العربي؛ رجال سياسة يؤمنون بالديمقراطية السليمة ويمارسونها، وبحقوق الإنسان ويتفانون في تأمينها وحمايتها، ويغارون على سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وكرامة مؤسساته وشعبه. إننا ندعو الجميع، في أبرشياتنا ورهبانياتنا في الرعايا والأديار والمؤسسات، للصلاة على هذه النية: انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد؛ التزام رجال السياسة بالمبادئ الوطنية وباحترام الدستور والميثاق الوطني والصيغة المنظمة للعيش المشترك وللمشاركة المتناصفة والمتوازنة في الحكم والإدارة؛ الاستقرار في لبنان والسلام في سوريا والعراق والأراضي المقدسة، وفي سائر بلدان الشرق الأوسط.

وختم البطريرك الماروني رسالته لعيد الميلاد قائلا: إننا نصلي جميعا من أجل أن "يشرق حولنا مجدُ الرب"، في هذا العيد كما أشرق في أجواء بيت لحم ليلةَ ميلاد يسوع المسيح، فادي الإنسان ومخلص الجنس البشري. ولنقبل في داخلنا السلام الآتي من الله لكي نتمكن من أن نبنيه في كل عائلة ومجتمع ووطن، في لبنان وهذا المشرق وفي بلدان الانتشار.

  








All the contents on this site are copyrighted ©.