2014-12-19 12:30:00

مقابلة مع الكاردينال بارولين بشأن العلاقات الأمريكية الكوبية


في سياق ردود الأفعال الدولية على قرار حكومتي الولايات المتحدة وكوبا القاضي بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين أجرى القسم الإيطالي في راديو الفاتيكان مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الذي لفت إلى الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي بذلها الكرسي الرسولي على مدى العقود الماضية تجاه كوبا، لاسيما الزيارتين اللتين قام بهما البابوان يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر إلى الجزيرة. وأكد أن هناك أشخاصا كثيرين عملوا من أجل دفع التحرك الدبلوماسي في هذا الاتجاه ومن أجل التوصل إلى هذا الهدف.

واعتبر بارولين أن الدور الذي اضطلع به البابا فرنسيس على هذا الصعيد كان مقررا خصوصا لكونه اتخذ مبادرة مراسلة الرئيسين راول كاسترو وباراك حسين أوباما من أجل حثهما على العمل على تخطي الصعوبات الراهنة بين البلدين وإيجاد نقطة تلاقي وتوافق. ورأى أن مبادرة البابا هذه تنبع من كونه من أمريكيا اللاتينية وهو بالتالي يعرف جيدا المشاكل الراهنة في المنطقة وقد وجد الطريقة الأنسب من أجل تذليل العقبات وتقريب المسافة بين الولايات المتحدة وكوبا.

هذا ثم قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إن هذه المبادرة التي تكللت بالنجاح تشكل ترجمة لثقافة التلاقي التي ما فتئ البابا فرنسيس يدعو إليها، ولفت إلى أن هذا الأخير شدد في أكثر من مناسبة على ضرورة اعتماد الحوار وسيلة لحل الخلافات والمشاكل القائمة، والغاية من هذا الحوار تكمن في حمل الأشخاص على التلاقي والتعاون على الرغم من اختلافاتهم.

وفي رد على سؤال بشأن الالتزامات الدبلوماسية للكرسي الرسولي شاء المسؤول الفاتيكاني أن يذكّر بأول خطاب وجهه البابا فرنسيس إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي بعيد انتخابه، وقد سلط الضوء آنذاك على نقاط ثلاث: أولا السلام، الذي كان وما يزال ميزة أساسية لنشاط الكرسي الرسولي، ثانيا مكافحة الفقر وثالثا بناء الجسور. وأكد الكاردينال بارولين أن الالتزام الدبلوماسي الكنسي يتمحور حول هذه النقاط الثلاث. وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في العلاقات الأمريكية الكوبية، تُرجم "بناء الجسور" إلى تسهيل الحوار بين الجانبين، إذ إن الكرسي الرسولي اضطلع بدور الوسيط ما سمح ببلوغ هذه النتيجة السعيدة.

هذا ثم اعتبر الكاردينال بيترو بارولين في ختام حديثه لإذاعتنا أن هذا التقارب بين واشنطن وهافانا سيحمل، بدون أي شك، انعكاسات إيجابية على منطقة أمريكا اللاتينية بأسرها لأن ثمة مشاكل تحتاج إلى الحلول. وأكد أن التوصل إلى هذا الاتفاق الأمريكي الكوبي يتطلب كما هائلا من الشجاعة، وأمل أن يحذو قادة آخرون حذو الرئيسين الأمريكي والكوبي بحثا عن طريق الحوار والتلاقي.








All the contents on this site are copyrighted ©.