2014-12-18 13:15:00

رسالة بطريرك القدس للاتين لعيد الميلاد 2014


"نتمنى لجميع مؤمنينا في الأرض المقدسة، وأصدقائنا في جميع أنحاء العالم، والحجاج الأحبّاء، عيد ميلاد مباركا وعاما جديدا مليئا بالسلام" هي كلمات بطريرك القدس للاتين صاحب الغبطة فؤاد طوال في رسالته لعيد الميلاد المجيد 2014 وقال فيها إن أفضل الأوقات التي مرّت علينا العام الماضي كانت زيارة الحج الذي قام بها قداسة البابا إلى الأرض المقدسة. كان حجّاً موفقاً سواء على المستوى الرعوي أو المسكوني. أعقبت هذه الزيارة الصلاة الجميلة التي أُقيمت في حدائق الفاتيكان مع الرئيس عباس، والرئيس السابق بيريز، إضافة إلى البطريرك بارتولوميوس. ونقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية القدس للاتين، توقف غبطته في رسالته عند سينودس العائلة في تشرين الأول أكتوبر الماضي وقال: كان مناسبة لمناقشة العديد من التحديات التي تواجهها العائلات في يومنا هذا. ومضى البطريرك طوال قائلا في رسالته لعيد الميلاد: شعرنا بفرح كبير خلال الأيام الماضية، عندما علمنا بتوقيع قداسة البابا على مرسوم إعلان قداسة راهبتين فلسطينيتين: القديسة الأولى مريم ليسوع المصلوب، وأصلها من قرية عبلين في الجليل الأعلى، وقد قامت بتأسيس دير الكرمل في بيت لحم. أما القديسة الثانية فهي ماري ألفونسين غطاس، المولودة في القدس ـ البلدة القديمة ـ وشاركت في تأسيس رهبانية الوردية المقدسة الأورشليمية. هاتان القديستان هما مصدر أمل للمستقبل. ونحن نعتمد على شفاعتهما للحصول على السلام في الأرض المقدسة.

ومما جاء أيضا في رسالة بطريرك القدس للاتين: من "أسوأ الأوقات" التي مرّت علينا خلال هذا العام، كانت أعمال العنف الكثيفة وردات الفعل العدائية. كانت أشدّها الحرب المدمرة وسفك الدماء في غزة. عانت غزة خلال الأعوام الستة الماضية من ثلاث حروب متتالية، راح ضحيتها الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، وجرح عشرات الآلاف، ناهيك عن الدمار واليأس اللذين خلفتهما هذه الحروب. وتقع مسؤولية إيجاد حلّ لهذه المسألة على عاتق القادة السياسيين، الإسرائيليين والفلسطينيين. عظيمة هي أيضا المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي الذي يجب أن يساعد الطرفين على مساعدة أنفسهما. من ناحيتنا ندين الحرب على غزة ونشجب نتائجها المأساوية: القتل والتدمير؛ لكننا نُدين في الوقت عينه أيّ شكل من أشكال العنف العنصري والديني والانتقام الذي يطال الأبرياء، كقتل الأفراد وهم يصلون في كنيس أو الهجمات التي تستهدف المساجد.

وأضاف البطريرك طوال: لمسنا أثناء زيارتنا في الأردن حجم المأساة التي يعاني منها مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والعراقيين. آلاف العائلات فقدت منازلها وعملها وأحباءها وأقاربها. كما وتطرق غبطته إلى البيان الذي أصدره الأسبوع الماضي مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة بشأن قضية كريمزان وقال: ونأمل أن تقرر المحكمة العليا الإسرائيلية إبقاء أراضي هذا الوادي، التي تصل مساحتها إلى 300 هكتار، إضافة إلى أديرة رهبان وراهبات السالزيان، ضمن المناطق الفلسطينية. وختم بطريرك القدس للاتين رسالته قائلا إن الاحتفال بميلاد السيد المسيح هو وعدٌ بالرحمة والمحبة والسلام للكثيرين في معاناتهم ومحنتهم ولمن يرون حياتهم محطّمة، وآمالهم مكسرة، وسط صراع يدور في دائرة مفرغة وكراهية تعصف من كل جانب، نتمنى لجميع مؤمنينا في الأرض المقدسة، وأصدقائنا في جميع أنحاء العالم، والحجاج الأحبّاء، عيد ميلاد مباركا، وعاماً جديداً مليئاً بالسلام والصحة الجيدة.








All the contents on this site are copyrighted ©.