2014-12-09 11:53:00

البابا: إن عالما خاليا من الأسلحة النووية هدف متقاسم لدى الأمم


بعث البابا فرنسيس هذا الثلاثاء برسالة إلى المشاركين في مؤتمر يُعقد في العاصمة النمساوية فينا حول الانعكاسات الإنسانية للأسلحة النووية. وُجهت الرسالة إلى رئيس المؤتمر ووزير الخارجية والشؤون الأوروبية والاندماج في الحكومة الفدرالية النمساوية السيد سباستيان كورتز وأكد فيها البابا أن الأسلحة النووية هي اليوم مشكلة عالمية تعاني منها كل الأمم ولديها أيضا انعكاساتها على الأجيال المستقبلية وكوكب الأرض. وشدد البابا على الحاجة الملحة إلى أخلاقيات عالمية من أجل تخفيض مستوى التهديدات النووية والعمل معا من أجل نزع الأسلحة النووية. ولفت أيضا إلى أن هذا النوع من السلاح يحمل انعكاسات على الصعيد الإنساني في العالم كله، مشيرا إلى وجود أشخاص في عالم اليوم ذهبوا ضحية الأسلحة النووية، وهم يحذروننا من مغبة تكرار الخطأ نفسه الذي ألحق أضرارا جسيمة بالبشر والخليقة. وشجع البابا هؤلاء الأشخاص على أن يطلقوا نداءات نبوية ويحثوا العائلة البشرية على تقدير الجمال والمحبة والتعاون والأخوة مذكرين العالم بمخاطر الأسلحة النووية القادرة على تدمير البشر ومسح الحضارات.

وأكدت الرسالة البابوية أن شبان اليوم والغد يحتاجون إلى نظام عالمي مسالم يرتكز إلى وحدة العائلة البشرية، والاحترام والتعاون والتضامن والرأفة، معتبرة أنه آن الأوان لمواجهة منطق الخوف بأخلاقية المسؤولية وتعزيز أجواء من الثقة والحوار الصادق. هذا وأكد البابا فرنسيس أن إنفاق المال على السلاح النووي يؤدي إلى تبذير موارد الأمم، عوضا عن استخدامها في مشاريع التنمية البشرية والتربية والصحة ومكافحة الفقر المدقع. ولفت إلى أن قلب الإنسان يتوق إلى السلام والأمن والاستقرار، معتبرا أن هذه الرغبة متجذرة في الخالق الذي يجعل جميع البشر أعضاء في العائلة البشرية إياها. كما أنه لا يمكن الاستجابة لهذه الرغبة من خلال الوسائل العسكرية وحسب أو بواسطة حيازة الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل. وكتب البابا في رسالته أن السلام يُبنى على العدالة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، والحرية، واحترام حقوق الإنسان الأساسية، ومشاركة الجميع في الشؤون العامة وبناء الثقة بين الشعوب.

هذا ثم شجع البابا المؤتمرين على متابعة الحوار الصادق والمفتوح داخل الدول النووية وفيما بينها، ولا بد أن يشمل هذا الحوار منظمات دولية والجماعات الدينية والمجتمع المدني، ويُوجه نحو الخير المشترك لا حماية المصالح الضيقة. إن عالما خاليا من الأسلحة النووية هو هدف متقاسم لدى جميع الأمم وعبّر عنه قادة العالم ويطمح إليه ملايين الرجال والنساء. ختاما عبر البابا عن ثقته بأن الرغبة في السلام والأخوة المغروسة في عمق القلب البشري ستحمل ثمارا ملموسة تؤدي إلى حظر الأسلحة النووية نهائيا بشكل يعود بالنفع على الجميع، مؤكدا أن أمن مستقبلنا يعتمد على ضمان أمن الآخرين، لأنه إن لم يحل السلام والأمن والاستقرار على صعيد عالمي لن ننعم بهم على الإطلاق. وتمنى أن تتواصل الجهود في مجال نزع الأسلحة النووية، معتبرا أن عالما خاليا من الأسلحة النووية ممكن حقا. 








All the contents on this site are copyrighted ©.