لقاء البابا مع اتحاد الهيئات المسيحية للخدمة الدولية التطوعية

التقى قداسة البابا فرنسيس هذا الخميس في قاعة بولس السادس بالفاتيكان اتحاد الهيئات المسيحية للخدمة الدولية التطوعية FOCSIV ووجه كلمة لزائريه عبّر فيها عن سروره بلقائهم لمناسبة اليوم الدولي للتطوع وأشار إلى أنهم يقومون بعمل ثمين في العالم، وقال إنها صورة كنيسة تحنو لخدمة الأخوة المعانين من المصاعب، مضيفًا أن مختلف الهيئات المسيحية للخدمة الدولية التطوعية في هذا الاتحاد تسعى لخدمة الفقراء على مثال السامري الصالح وحسب قيم الإنجيل، وشكرهم بعدها على كل ما يفعلونه وقال إن عملهم إلى جانب الرجال والنساء المعانين من المصاعب يشكل إعلانا حيًّا لحنان المسيح الذي يسير مع البشرية في كل زمن، وحثهم على المضي قدما في طريق التطوع وقال: هناك حاجة كبيرة للشهادة على قيمة المجانية.

وإذ لفت لوجوه الفقر المتعددة في عالم اليوم، قال البابا في كلمته إلى اتحاد الهيئات المسيحية للخدمة الدولية التطوعية: إنكم مدعوون لتكونوا أداة لخدمة الفقراء، وأشار أيضا لمكافحة الأسباب الهيكلية للفقر: غياب المساواة وفقدان العمل والحرمان من الحقوق الاجتماعية، كما وذكّر الأب الأقدس بالكوارث البيئية وفقدان التنوع البيولوجي، وشدد على أهمية التذكير بأن الخليقة هي عطية رائعة من الله. وأشار البابا في كلمته لاتحاد الهيئات المسيحية للخدمة الدولية التطوعية إلى أن بلدانا كثيرة حيث يعملون تشهد الحرب، وأضاف: من خلال العمل لتنمية الشعوب، تتعاونون أيضا لبناء السلام في المواظبة على تقريب الأشخاص من بعضهم البعض، وبناء جسور بين الثقافات والأديان. وتحدث البابا أيضا عن علامة السلام والرجاء من خلال عملهم في مخيمات اللاجئين حيث يلتقون أشخاصا يائسين وأطفالا يحتاجون للطعام والحرية والمستقبل. وتابع البابا قائلا: كم من الأشخاص في العالم يهربون من أهوال الحرب! كم من الأشخاص هم مضطهدون بسبب إيمانهم ومُجبرون على ترك بيوتهم وأماكن العبادة وأرضهم! كم من الألم والدمار! وأمام هذا كله، أضاف البابا يقول، إن تلميذ المسيح لا يتراجع إلى الوراء إنما يسعى لأن يكون قريبا من البشرية المتألمة.

وفي إشارة أيضا للمهاجرين واللاجئين الذين يتركون وراءهم أوضاع حياة قاسية ومخاطر من كل نوع، شدد البابا فرنسيس على أهمية تعاون الجميع، المؤسسات والمنظمات غير الحكومية والجماعات الكنسية من أجل تعزيز تعايش متناغم بين الأشخاص والثقافات المتعددة، وختم كلمته لأعضاء اتحاد الهيئات المسيحية للخدمة الدولية التطوعية مشيرا إلى عمل المتطوعين خلال أكثر من أربعين سنة من حياة هذا الاتحاد، كشهود حقيقيين للمحبة، وفاعلي سلام وبناة عدالة وتضامن. كما وحث البابا فرنسيس الجميع على مواصلة السير قدما بفرح على طريق الأمانة للإنسان ولله.