2014-12-02 14:33:00

كلمة الكاردينال مولر في افتتاح الدورة العامة للجنة اللاهوتية الدوليّة


افتتح عميد مجمع عقيدة الإيمان الكاردينال جيرارد لودفيغ مولر صباح أمس الاثنين في الفاتيكان الدورة العامة للجنة اللاهوتية الدوليّة وللمناسبة ألقى الكاردينال مولر كلمة استهلها مشيرًا أنه وبحسب آباء الكنيسة يبدأ اللاهوت ويولد في الليتورجية وفي عبادة سرّ الله والتأمل بالكلمة المتجسّد، ففي الليتورجية نفهم بشكل أفضل دور اللاهوت في تأمل سرّ محبة الله وأكّد أنه ينبغي على كل لاهوتي أن ينفتح يوميًّا على الروح القدس والحكمة الإلهية التي تعزّز أبحاثنا البشرية الفقيرة.

أكّد الكاردينال مولر أنه علينا أن نتنبّه إلى متطلبات ومسؤولية حكمة الإيمان التي أوكلت بشكل خاص إلى اللاهوتيين الذين يعملون في الكنيسة، من أجلها وبإسمها لاسيما وأن الإيمان المسيحي ليس خبرة غير عقلانية وبالتالي نحن مدعوون لقبول الدعوة والالتزام الذي يعبّر عنه القديس بطرس بأن نكون: "دائِمًا مُستَعِدِّينَ لأَن نرُدَّ على مَن يَطلُبُ مِنا دَليلَ ما نحن علَيه مِنَ الرَّجاء" (1 بط 3، 15). فاللاهوت يدرس ويتفحّص بأسلوب عقلاني الإيمان والتناغم الجوهري لمختلف حقائق الإيمان التي تنبع من سرّ الله الثالوث.

هذا وأشار الكاردينال جيرارد لودفيغ مولر أيضًا إلى أن ما يميّز اللجنة اللاهوتية الدولية هو أنها مدعوة لتتفحص المسائل اللاهوتية الهامة لخدمة تعليم الكنيسة ولاسيما مجمع عقيدة الإيمان، لأن اللاهوت ليس علمًا منفصلاً عن حياة المؤمنين ولا يوجد أي تناقض بين حكمة الإيمان والتطبيق الراعوي للإيمان المعاش، وأكّد عميد مجمع عقيدة الإيمان أن كل محاولة فصل بين "نظريّة" الإيمان و"تطبيقه" هي هرطقة كريستولوجية لأنها تُسبب شرخًا في سر تجسد كلمة الله الأزلي، يسوع المسيح اللاهوتي الأول بامتياز والذي أظهر لنا نفسه: "الطريق والحق والحياة"؛ فلا حقيقة بدون حياة ولا حياة خارج الحقيقة ولذلك يمكننا أن نفهم من خلال يسوع وبشكل أفضل تلك الحقيقة التي بذلت ذاتها من أجلنا وأصبحت حياتنا.

كما وأكّد الكاردينال مولر أن عمل اللجنة اللاهوتية الدولية يتميّز بروح جماعة عميق واحترام أخوي وصداقة وتعاون وحوار، وهي تشكل مثالاً للتباحث والجدال اللاهوتي الصادق والبنّاء في إطار احترام موهبة التعليم الكنسي والمسؤولية التي تتطلبها دعوة كل لاهوتي في الكنيسة وقال نحن مدعوون للحفاظ على وجه اللاهوت الكاثوليكي الحقيقي القائم على الإيمان بالمسيح والكنيسة. وختم عميد مجمع عقيدة الإيمان الكاردينال جيرارد لودفيغ مولر كلمته مؤكدًا أنه لا يمكن للاهوت أن يجد هدفه وأساسه خارج الإيمان وشهادة الكنيسة، أي في إعلان الله عن ذاته في شخص وتاريخ يسوع الناصري؛ هذا الإعلان الذي يهدف لإيصال "البشر، بواسطة المسيحِ الكلمةِ المتجسِّد، إلى الآب في الروح القدس، فيصيرون شركاءَ في الطبيعةِ الإلهيَّة" (الدستور العقائدي في "الوحي الإلهي"، عدد 2).     








All the contents on this site are copyrighted ©.