2014-12-01 11:12:00

مؤتمر صحفي للبابا على متن الطائرة في طريق عودته من تركيا


عقد البابا فرنسيس مساء أمس الأحد مؤتمرا صحفيا على متن الطائرة التي أقلته في طريق عودته من تركيا إلى روما التي وصلها قرابة الساعة السابعة والنصف. قال البابا في حديثه للصحفيين المرافقين له إن "القرآن هو كتاب سلام" ولا يمكننا أن نساوي بين الإسلام والإرهاب لكننا بحاجة لأن يدين القادة المسلمون الهجمات الإرهابية. وأضاف البابا في معرض رده على سؤال طُرح عليه بشأن الإسلاموفوبيا: من الجميل أن يندد كل القادة المسلمين ـ أكانوا مسؤولين سياسيين أم دينيين أم شخصيات أكاديمية ـ  بالإرهاب لأن هذا الأمر يساعد الجزء الأكبر من الشعب الإسلامي على أن يقول كلمة "لا"، لكن ينبغي أن تأتي هذه الكلمة على لسان قادته. وأكد البابا أن العديد من الشهداء المسيحيين يسقطون اليوم: إنهم يُطردون من الشرق الأوسط. ومن هذا الاستشهاد الذي يقدمه مؤمنون مسيحيون ينتمون إلى مختلف الطوائف تبصر النور "مسكونية الدم". وقال البابا: إن شهداءنا يصرخون لنا قائلين: إننا واحد! ثمة وحدة في الروح وفي الدم أيضا.

هذا ثم عبر برغوليو عن رغبته في التوجه إلى العراق، لكن الأمر اليوم مستحيل وأضاف إنه إذا ذهب حاليا إلى البلد العربي فسيخلق هذا الأمر مشكلة جدية للسلطات المحلية، في مجال الأمن. كما عبّر عن قناعته بأن البشرية اليوم تعيش حربا عالمية ثالثة بشكل متجزّئ. توجد هناك العداوات بالإضافة إلى المسببات الاقتصادية، هناك "إله المال" الذي وُضع في المحور مكان الشخص البشري، لافتا إلى أن ظاهرة تهريب الأسلحة هي ظاهرة رهيبة وباتت اليوم مزدهرة جدا. وتابع يقول: أنا أفكر بما حصل في أيلول سبتمبر من العام الماضي في سورية، عندما قيل إن البلاد كانت تملك السلاح الكيميائي. أنا اعتقد أن سورية لم تكن قادرة على صنع الأسلحة الكيميائية. فمن باعها إياها؟ ربما بعض الجهات التي اتهمتها بحيازة هذا السلاح؟ لست أدري. لكن ثمة غموض كبير يكتنف قضية السلاح هذه.

وفيما يتعلق بالأسلحة النووية قال البابا فرنسيس في مؤتمره الصحفي على متن الطائرة إن الإنسانية لم تتعلم من أخطاء الماضي. وفي رد على سؤال بشأن إحياء الذكرى المئوي لعمليات إبادة الأرمن العام المقبل، ذكّر البابا بالرسالة التي كتبها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمناسبة، وثمة من انتقدها معتبرا أنها "ضعيفة جدا". وأكد البابا أنه يعتبر أن هذه الرسالة تأتي بمثابة يد ممدودة وهذا أمر إيجابي على الدوام. ومضى إلى القول: علينا أن نصلي من أجل المصالحة بين الشعوب، ونأمل بتحقيق خطوات من التقارب على هذا الصعيد، معربا عن أمله بإعادة فتح الحدود التركية ـ الأرمنية.

أما فيما يتعلق بالحوار مع الأرثوذكس فأكد البابا أن الكنيستين تتابعان السير على هذه الدرب، وأضاف أنه إذا انتظرنا أن يتفق اللاهوتيون فهذا اليوم لن يأتي أبدا! يجب أن نعزل اللاهوتيين ونتابع السير معا! وقال: هذه هي المسكونية الروحية: الصلاة معا، العمل معا والقيام بكثير من الأعمال الخيرية! وأكد البابا فرنسيس أن الكنائس الكاثوليكية الشرقية تتمتع بالحق في الوجود وعبّر أيضا عن رغبته في لقاء بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل، لافتا إلى أنه يتقاسم مع رأس الكنيسة الروسية الأرثوذكسية الرغبة إياها، لكن البطريرك منشغل حاليا بقضايا أخرى في ضوء الأزمة الأوكرانية. هذا ثم اعتبر أن الكنيسة تسبب الانقسامات عندما تصب اهتماماتها على ذاتها وعندما تعتقد أنها النور، لا حاملة النور! وهذا الأمر يحوّل الكنيسة إلى منظمة لاهوتية غير حكومية. وتمنى أن يتمكن المسيحيون من الاحتفال بعيد الفصح بالتاريخ نفسه في المستقبل.

وتعليقا على زيارته للمسجد الأزرق، قال البابا برغوليو إنه شعر بالحاجة إلى الصلاة على نية السلام، وشدد على ضرورة إحداث قفزة نوعية في مجال الحوار بين الأديان، كي لا يقتصر على البعد اللاهوتي بل يكون حوارا بين مؤمنين ينتمون إلى مختلف الديانات. أخيرا، وفي رد على سؤال بشأن نقاشات الجمعية العامة الأخيرة لسينودس الأساقفة بشأن مثليي الجنس قال البابا "إن السينودس هو مسيرة ولا يسعنا أن نأخذ على انعزال رأي شخص ما أو مسودة وثيقة ما. السينودس ليس برلمانا بل يشكل فسحة محمية يتكلم من خلالها الروح القدس".








All the contents on this site are copyrighted ©.